عندهم ، ورثوه من جدهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
وهذا شيء لا ينكر ، ولا يجوز الأخذ بظاهر الكتاب ، ما لم يرجع إلى ما ورد عن الرسول وخلفائه العلماء ، فإن في كلامهم التبيين والتفصيل لما جاء في القرآن من الإجمال والإبهام ، في التكليف والتشريع.
وهكذا فهم معاصره السيد نعمة الله الجزائري (١٠٥٠ ـ ١١١٢) من ظاهر الروايات ، وبذلك جمع بين متعارضاتها.
قال : «ذهب المجتهدون ـ رضوان الله عليهم ـ إلى جواز أخذ الأحكام من القرآن ، وبالفعل قد أخذوا الأحكام منه ، وطرحوا ما ظاهره المنافاة أو أوّلوه ، ومن ثم دوّنوا كتبا بشأن «آيات الأحكام» واستنبطوا منها ما هداهم إليه أمارات الاستنباط.
وأما الأخباريّون ـ قدّس الله ضرائحهم ـ فذهبوا إلى أن القرآن كله متشابه بالنسبة إلينا ، وأنه لا يجوز لنا أخذ حكم منه ، إلّا من دلالة الأخبار على بيانه.
قال : حتى أنّي كنت حاضرا في المسجد الجامع من شيراز ، وكان أستاذي المجتهد الشيخ جعفر البحراني ، وشيخي المحدّث صاحب جوامع الكلم ـ قدّس الله روحيهما ـ يتناظران في هذه المسألة. فانجرّ الكلام بينهما حتى قال له الفاضل المجتهد : ما تقول في معنى (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فهل يحتاج في فهم معناها إلى الحديث؟ فقال : نعم ، لا نعرف معنى «الأحديّة» ولا الفرق بين الأحد والواحد ونحو ذلك.
ثم عقّبه بكلام الشيخ في التبيان ـ على ما سنذكر ـ واردفه بتحقيق عن المولى
__________________
(١) الكافي الشريف (الأصول) ، ج ١ ، ص ٢٢٨.