الإمام الباقر : أن المؤمن ليشفع لجاره فيقول : يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه (١).
رابعا : وفي تفسير قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٢) نقل ابن كثير عن الإمام الباقر قوله : يعني الشفاعة (٣).
قال ابن الجوزي في تفسيره لهذه الآية عن علي والحسن : هو الشفاعة في أمته حتى يرضى ، وساق سبب نزولها عن ابن عباس فقال : عرض على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ما يفتح على أمته كفرا كفرا ، فسر بذلك ، فأنزل الله (عزوجل) (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٤)(٥).
وقد خلص القرطبي إلى القول بأنها الشفاعة بعد أن أورد بقية الأقوال ونسب هذا التفسير للإمام علي ، واحتج بما ورد من أحاديث في الشفاعة (٦).
يتبين من خلال ما تقدم من أقوال في تفسير هذه الآية أن الإمام الباقر قد أخذ تفسيرها عن آبائه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد نقل هذا التفسير وأيده جملة من المفسرين كما تقدم.
وبعد أن انتهيت من الكشف عن جهود الإمام الباقر في تفسير آيات العقائد ، تجدر الإشارة هنا ـ وهذه ظاهرة مستقاة من المصادر ـ أن جمهور العلماء يرون فيما نسب للإمام الباقر لا سيما ما يختلفون فيه أنه مكذوب عليه بل ويلجأ أصحاب مصنفات علم الرجال إلى تضعيف معظم رواة الإمام بينما يعتقد بعض الإمامية أن كل ما ورد عنه بقضه وقضيضه صحيح ، وأخال أن كلا الموقفين بحاجة إلى مراجعة ونقد لا يزج الانتماء فيه.
__________________
(١) مجمع البيان ، الطبرسي ، ٧ / ١٩٥+ مقتنيات الدرر ، الحائري ، ٨ / ٥٩.
(٢) الضحى / ٥.
(٣) تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ٧ / ٣١٥.
(٤) الضحى / ٤ ـ ٥.
(٥) زاد المسير ، ابن الجوزي ، ٩ / ١٥٨ ، وفي سبب نزولها انظر : المستدرك ، الحاكم ، ٢ / ٥٢٦+ مجمع الزوائد ، الهيثمي ، ٧ / ١٣٩+ جامع البيان ، الطبري ، ٣٠ / ٢٣٢+ أسباب النزول ، الواحدي ، ٣٣٨+ الدر المنثور ، السيوطي ، ٦ / ٣٦١.
(٦) الجامع للأحكام ، القرطبي ، ٢٠ / ٩٥ ـ ٩٦.