بأخبار أهل الكتاب فيسمع ما عند الناس ثم يعرض ذلك على منهج الإسلام فإن وافق النصوص من قرآن أو حديث من غير تضاد أو اضطراب اعتمده ، وإن كان لا يوافقه طرحه وتركه ، ولمسنا أيضا في أقواله تفرده في إظهار الجانب التربوي والأخلاقي في القصة القرآنية لمكان العبرة والعظة ملتزما بالمنهج القرآني والنبوي.
١٠ ـ كان لآيات العقائد حصة وافرة من تفسير الإمام الباقر (عليهالسلام) ، فقد فسر تلك الآيات المتعلقة بالله تعالى وجودا وصفة والمتعلقة بالمرسلين والإيمان باليوم الآخر بأسلوب خال من التطرف ، مبتعدا عن التعسف فأضاف للعقول الإسلامية ثروة كبرى إذ استنار بآرائه جملة من العلماء ، فكان يمثل خير مدافع عن الحقيقة القرآنية كما هي قبالة التيارات الإلحادية المضادة للإسلام التي أرادت خلق فهم مضلل للقرآن الكريم فوقف في وجهها وتصدى لها ، وأكد على أن الفهم الصحيح لمسائل العقيدة لا بد أن يستند إلى القرآن الكريم وإلى قواطع العقل ، ولا بد من إحالة المتشابه على المحكم ، فكان بذلك علما بارزا كأحد أعلام هذه الأمة في تأصيل هذا النهج وتعميم الأخذ به.
١١ ـ التزم الإمام الباقر (عليهالسلام) في تفسيره لآيات الأحكام بالتمسك بالقرآن الكريم والسنة الشريفة وفتاوى الصحابة ، فإن لم يجد اجتهد برأيه وغاص في استنباط الحكم الشرعي وفي مقام الاستدلال على مسألة معينة وخاصة في محاوراته الفقهية ، وكان يوصل المعلومات في بعض الأحيان بحركات من جسمه إن تطلبت الضرورة ووجدنا ذلك واضحا في إجرائه لوضوء جده رسول الله (صلىاللهعليهوآله) عند ما سئل عن ذلك ، وقد شكلت آراؤه وأقواله ثروة فقهية ضخمة كونت فيما بعد فقها متميزا عرف بعد حين بفقه آل البيت.
١٢ ـ عاش الإمام الباقر (عليهالسلام) شطرا من حياته موجها ومرشدا وناصحا للامة وتربويا عظيما لمن أخذ عنه فقد كان في سلوكه قدوة وفي