الدرداء فرآه لا يفهم. قال : «إن شجرة الزقوم طعام الفاجر» (١).
واستدلوا أيضا على ذلك بما تقدم من الروايات الدالة على التوسعة : «ما لم تختم آية رحمة بعذاب ، أو آية عذاب برحمة».
فإن هذا التحديد لا معنى له إلا أن يراد بالسبعة أحرف جواز تبديل بعض الكلمات ببعض. فاستثنى من ذلك ختم آية عذاب برحمة ، أو آية رحمة بعذاب. وبمقتضى هذه الروايات لا بد من حمل روايات السبعة أحرف على ذلك بعد رد مجملها إلى مبيّنها.
إن جميع ما ذكر لها من المعاني أجنبي عن مورد الروايات ـ وستعرف ذلك ـ وعلى هذا فلا بد من طرح الروايات ، لأن الالتزام بمفادها غير ممكن.
والدليل على ذلك :
أولا : ان هذا إنما يتم في بعض معاني القرآن ، التي يمكن أن يعبر عنها بألفاظ سبعة متقاربة. ومن الضروري أن أكثر القرآن لا يتم فيه ذلك ، فكيف تتصور هذه الحروف السبعة التي نزل بها القرآن؟.
ثانيا : إن كان المراد من هذا الوجه أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد جوّز تبديل كلمات القرآن الموجودة بكلمات اخرى تقاربها في المعنى ـ ويشهد لهذا بعض الروايات المتقدمة ـ فهذا الاحتمال يوجب هدم أساس القرآن ، المعجزة الأبدية ، والحجة على جميع البشر ، ولا يشك عاقل في أن ذلك يقتضي هجر القرآن المنزل ، وعدم الاعتناء بشأنه. وهل يتوهم عاقل ترخيص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقرأ القارئ «يس ، والذكر العظيم ، إنك لمن الأنبياء ، على طريق سويّ ، إنزال الحميد الكريم ، لتخوّف قوما ما خوّف أسلافهم
__________________
(١) تفسير الطبري : ٢٥ / ٧٨ ، عند تفسير الآية المباركة.