الحجة ، ولا سيما أن جمع القرآن ـ بزعم المستدل ـ كان بعد تمامية أمر الخلافة بزمان غير يسير ، فهذا من الأدلة الواضحة على عدم ذكره في الآيات.
الطائفة الثالثة : هي الروايات التي دلت على وقوع التحريف في القرآن بالزيادة والنقصان ، وان الأمة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غيّرت بعض الكلمات وجعلت مكانها كلمات أخرى.
فمنها : ما رواه علي بن إبراهيم القمي ، بإسناده عن حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام :
«صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين».
ومنها : ما عن العياشي ، عن هشام بن سالم. قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) «٣ : ٣٣».
«قال : هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين ، فوضعوا اسما مكان اسم». (١) أي انهم غيروا فجعلوا مكان آل محمد آل عمران.
والجواب :
عن الاستدلال بهذه الطائفة ـ بعد الإغضاء عما في سندها من الضعف ـ أنها مخالفة للكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين على عدم الزيادة في القرآن ولا حرفا واحدا حتى من القائلين بالتحريف. وقد ادّعى الإجماع جماعة كثيرون على عدم الزيادة في القرآن ، وأن مجموع ما بين الدفتين كله من القرآن. وممن ادعى الإجماع الشيخ المفيد ، والشيخ الطوسي ، والشيخ البهائي ، وغيرهم من الأعاظم قدس الله أسرارهم. وقد تقدمت رواية الاحتجاج الدالة على عدم الزيادة في القرآن.
الطائفة الرابعة : هي الروايات التي دلّت على التحريف في القرآن بالنقيصة فقط.
__________________
(١) تفسير العياشي : ١ / ١٦٨ ، رقم الحديث : ٣٠.