رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من إظهار ذلك ، ليحتاج إلى التأكيد في أمر التبليغ.
وعلى الجملة : فصحة حديث الغدير توجب الحكم بكذب هذه الروايات التي تقول : إن أسماء الأئمة مذكورة في القرآن ولا سيما أن حديث الغدير كان في حجة الوداع التي وقعت في أواخر حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ونزول عامة القرآن ، وشيوعه بين المسلمين ، على أن الرواية الأخيرة المروية في الكافي مما لا يحتمل صدقه في نفسه ، فإن ذكر اسم علي عليهالسلام في مقام إثبات النبوة والتحدي على الإتيان بمثل القرآن لا يناسب مقتضى الحال.
ويعارض جميع هذه الروايات صحيحة أبي بصير المروية في الكافي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تعالى : و (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) «٤ : ٥٩».
«قال : فقال نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهمالسلام فقلت له : إن الناس يقولون فما له لم يسمّ عليا وأهل بيته في كتاب الله. قال عليهالسلام : فقولوا لهم إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثا ، ولا أربعا ، حتى كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي فسّر لهم ذلك ...» (١).
فتكون هذه الصحيحة حاكمة على جميع تلك الروايات ، وموضحة للمراد منها ، وأن ذكر اسم أمير المؤمنين عليهالسلام في تلك الروايات قد كان بعنوان التفسير ، أو بعنوان التنزيل ، مع عدم الأمر بالتبليغ. ويضاف إلى ذلك أن المتخلفين عن بيعة أبي بكر لم يحتجوا بذكر اسم على في القرآن ، ولو كان له ذكر في الكتاب لكان ذلك أبلغ في
__________________
(١) الكافي : ١ / ٢٨٦ ، باب ما نص الله ورسوله عليهم ، الحديث : ١.