ومنها : رواية الكافي ، وتفسير العياشي عن أبي جعفر عليهالسلام وكنز الفوائد بأسانيد عديدة عن ابن عباس ، وتفسير فرات بن إبراهيم الكوفي بأسانيد متعددة أيضا ، عن الأصبغ بن نباته. قالوا : قال أمير المؤمنين عليهالسلام :
«القرآن نزل على أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن». (١)
ومنها : رواية الكافي أيضا بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا ـ في علي ـ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ). (٢)
والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة :
إنا قد أوضحنا فيما تقدم أن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه ، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الأئمة عليهمالسلام في التنزيل من هذا القبيل ، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب ، والسنة ، والأدلة المتقدمة على نفي التحريف. وقد دلّت الأخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنة وأن ما خالف الكتاب منها يجب طرحه ، وضربه على الجدار.
ومما يدل على أن اسم أمير المؤمنين عليهالسلام لم يذكر صريحا في القرآن حديث الغدير ، فإنه صريح في أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما نصب عليا بأمر الله ، وبعد أن ورد عليه التأكيد في ذلك ، وبعد أن وعده الله بالعصمة من الناس ، ولو كان اسم «علي» مذكورا في القرآن لم يحتج إلى ذلك النصب ، ولا إلى تهيئة ذلك الاجتماع الحافل بالمسلمين ، ولما خشي
__________________
(١) الكافي : ٢ / ٦٢٨ ، رقم الحديث : ٤.
(٢) الكافي : ١ / ٤١٧ ، رقم الحديث : ٢٦.