ولعل من أسراره أيضا إقامة الشعار الإلهي ، إذا ارتفعت الأصوات بالقراءة في البيوت بكرة وعشيا ، فيعظم أمر الإسلام في نفوس السامعين لما يعروهم من الدهشة عند ارتفاع أصوات القرّاء في مختلف نواحي البلد.
ومن آثار القراءة في البيوت ما ورد في الأحاديث :
«إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله تعالى فيه تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدرّي لأهل الأرض ، وان البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ، ولا يذكر الله تعالى فيه تقل بركته ، وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين» (١).
نعم قد ورد في الأحاديث في فضل القرآن ، وفي الكرامات التي يختص الله بها قارئه ما يذهل العقول ويحير الألباب. وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف».
وقد ورد هذا الحديث من طرق العامة ، فقد نقله القرطبي (٢) عن الترمذي عن ابن مسعود وروى الكليني قريبا منه عن الصادق عليهالسلام. وإن الناظر في جوامع كتب الحديث ومفرداتها يرى من أمثال هذا الحديث الشيء الكثير في فضل القرآن وقراءته ، وخواص سوره وآياته.
__________________
(١) اصول الكافي : ٢ / ٤٩٨ ، الحديث : ١. والحديث : ٣ ، كتاب فضل القرآن.
(٢) راجع تفسير القرطبي : ١ / ٧. والكافي : ٢ / ٦١٢ ، كتاب فضل القرآن ، الحديث : ٦.