منها : ما رواه الشيخ الكليني ، بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، قال :
«قال أبو عبد الله عليهالسلام إن سورة الأنعام نزلت جملة ، شيعها سبعون ألف ملك حتى نزلت على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فعظموها وبجلوها ، فإن اسم الله عزوجل فيها في سبعين موضعا ، ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها» (١).
ومنها : ما روي عن ابن عباس قال :
«نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة ، حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح» (٢).
ومما لا ريب فيه أن وجوب الزكاة إنما نزل في المدينة ، فكيف يمكن أن يقال : إن الآية المذكورة نزلت في الزكاة!. وحكى الزجاج أن هذه الآية قيل فيها : إنها نزلت بالمدينة (٣) ، وهذا القول مخالف للروايات المستفيضة المتقدمة ، وهو مع ذلك قول بغير علم.
الثالث : إن الإيتاء الذي أمرت به الآية الكريمة قد قيد بيوم الحصاد فلا بد أن يكون هذا الحق غير الزكاة ، لأنها تؤدي بعد التنقية والكيل ، ومما يشهد على أن هذا الحق غير الزكاة أنه قد ورد في عدة من الروايات المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام النهي عن حصاد الليل ، معللا في بعضها أنه يحرم منه القانع والمعتر (٤).
__________________
(١) تفسير البرهان : ١ / ٣١٣.
(٢) رواه أبو عبيد ، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه ، راجع تفسير الشوكاني : ٢ / ٩١.
(٣) تفسير القرطبي : ٧ / ٩٩.
(٤) الكافي : ٣ / ٥٦٥ ، رقم الحديث : ٣ ، و ٤ / ٤٩٩ ، رقم الحديث : ٢ ، و ٤ / ٥٠٠ ، رقم الحديث ٦ ، التهذيب : ٤ / ١٠٦ ، باب ١ ، رقم الحديث : ٣٨ ، راجع تفسير البرهان : ١ / ٣٣٨.