المطلق الذي لا نقص فيه من جهة أبدا ، ففعله هو الفعل الكامل الذي لا نقص فيه أبدا :
(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) «١٧ : ٨٤».
وأما غيره فلا يخلو عن نقيصة ذاتية بل نقائص ، فأفعاله لا محالة تكون كذلك.
والفعل الحسن المحض يختص به سبحانه ، ويمتنع صدوره من سواه ، فهو المختص بالحمد ويمتنع أن يستحقه أحد سواه. وقد أشير إلى هذا بقوله : «الحمد لله» فقد عرفت أن كلمة «الله» علم للذات المقدسة المستجمعة لجميع صفات الكمال. وقد ورد عن الصادق عليهالسلام أنه قال :
«فقد لأبي بغلة فقال : لئن ردّها الله عليّ لأحمدنّه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن جيء بها بسرجها ولجامها ، ولما استوى وضمّ اليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال : الحمد لله ، ولم يزد ، ثم قال : ما تركت ولا أبقيت شيئا ، جعلت جميع أنواع المحامد لله عزوجل فما من حمد إلا وهو داخل فيما قلت» (١).
وعنه ـ سلام الله عليه ـ :
«ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله ، إلا أدّى شكرها» (٢).
الأمر الثاني :
إن الكمال الأول لكل ممكن من العقول والنفوس والأرواح والأشباح إنما هو
__________________
(١) تفسير البرهان : ١ / ٢٩ وقريب منه في اصول الكافي : ٢ / ٩٧ ، الحديث : ١٨.
(٢) اصول الكافي : ٢ / ٩٦ ، الحديث : ١٤.