كونه ناطقا والحركة الإرادية له بواسطة كونه حيوانا ، فهما عرضان والإنسان معروض والنطق والحيوانية واسطتان داخلتان في حقيقة المعروض.
ثالثها : المحمول العارض بواسطة خارجية كالضحك المحمول على الإنسان بواسطة التعجب الخارج عن حقيقة ذاته والحرارة العارضة للماء بواسطة النار.
والثاني : أي العرض الغريب ما كان عروضه على الشيء وحمله عليه مجازيا وكان الوصف بحال متعلق الموصوف لا نفسه ، وحيث كان المعروض الحقيقي مرتبطا مع هذا الشيء بنحو من الارتباط نسب وصفه إليه مجازا ، مثاله توصيف الجسم بالسرعة والشدة فتقول هذا الفرس سريع وهذا الأبيض شديد فهذا يطلق عليه الغريب لأن الاتصاف ليس حقيقيا بل المتصف بالسرعة واقعا هي الحركة وبالشدة هو البياض ولأجل كونهما وصفين للفرس والشيء الخارجيين نسب عارضهما إليهما بالعناية.
ثم إن عمدة الغرض من هذا البحث بيان أن مسائل علم الأصول من قبيل العوارض الذاتية لموضوعه فإن الحجية مثلا بالقياس إلى ظاهر الكتاب وخبر العدل وغيرهما عرض ذاتي تتصف تلك الأمور بها حقيقة لا بالعرض والمجاز كما أن الأحكام الفرعية المبحوث عنها في علم الفقه تكون من العوارض الذاتية لموضوعه أعني أفعال المكلفين أو الموضوعات الخارجية.