ومنها : الحسيات المحسوسة بالحواس الظاهرة أو الباطنة ككون هذا الجسم أبيض وكحكمنا بأن لنا علما وشوقا وشجاعة.
ومنها : الفطريات وهي القضايا التي قياساتها معها ككون الأربعة زوجا لأنها تنقسم إلى المتساويين وكل منقسم إلى المتساويين زوج.
ومنها : التجربيات وهي الحاصلة بتكرر المشاهدة كحكمنا بأن السم مهلك.
ومنها : المتواترات كحكمنا بأن مكة موجودة لإخبار جماعة يمتنع تبانيهم على الكذب.
ومنها : الحدسيات الموجبة لليقين كحكمنا بأن نور القمر مستفاد من الشمس لتشكله بدرا وهلالا.
الثاني : لا إشكال في حجية ما استقل به العقل من الأحكام مما يعد أمارة موصلة إلى الأحكام الشرعية ، أو أصلا عمليا يرجع إليه في مرحلة العمل.
والدليل عليه أولا أن ذلك مما يجده العقل في نفسه طبعيا وجدانيا وهو كاف في الحجية إذ حجية كل شيء ترجع إلى حكمه وقضائه فكيف يثبت حجية حكمه بشيء آخر.
وثانيا ما ورد من الأدلة النقلية على ذلك ، ففي الكافي عن الكاظم «عليهالسلام» قال : «يا هشام إن لله على النّاس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة «عليهمالسلام» وأما الباطنة فالعقول».
وفي البحار عن كتاب الاحتجاج قال ابن السكيت للرضا «عليهالسلام» فما الحجة على الخلق اليوم قال «عليهالسلام» : «العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه والكاذب على الله فتكذبه» قال ابن السكيت : هذا هو والله الجواب.
وما ورد مستفيضا من : «أن الله لما خلق العقل قال بك أثيب وبك أعاقب وبك آخذ وبك أعطي». والإثابة والعقاب لا يكونان إلا بالحجة ونحوها غيرها ، والمخالف في أصل إدراك العقل للحسن والقبح الأشاعرة وفي كون حكمه دليلا على الحكم الشرعي الطائفة الأخبارية ولهم في ذلك أقوال أخر وسيأتي بعض الكلام فيه في قاعدة التحسين وقاعدة الملازمة.