الثاني : استعماله في ذات كانت متلبسة بالمبدإ قبل حال النسبة كما تقول لزيد الوارد من السفر زيد مسافر ، فزمان النسبة هو الآن وزمان التلبس بالمبدإ هو الأمس وفي كون هذا الاستعمال حقيقة أو مجازا اختلاف بين الأعلام.
الثالث : استعماله في ذات لم تتلبس بعد بالمبدإ ولكنه سيتلبس أو سوف يتلبس ، كما تقول لزيد المريد للسفر غدا زيد مسافر فزمان النسبة هو الآن وزمان التلبس هو الغد ، والظاهر الاتفاق على أن إطلاقه بهذا النحو مجاز محتاج إلى القرينة والعناية.
تنبيه : عرّف أهل الأدب المشتق بأنه لفظ مأخوذ من لفظ آخر مع اشتماله على حروفه وموافقته معه في الترتيب أو مطلقا ،
وعلى هذا فالنسبة بين المشتق باصطلاح الأصوليين وبين المشتق عندهم هو العموم من وجه ، فالزوج والزوجة مشتقان بهذا الاصطلاح دون اصطلاحهم ، والماضي والمضارع بل المصدر مشتقات عندهم دون هذا الاصطلاح ، لأن الأفعال وضعت لبيان النسبة بين الذات والصفة لا للذات المتصفة بالصفة واسم الفاعل والمفعول مشتقان في كلا الاصطلاحين.