العليا كاللام والنون والثاء والذال والظاء ، وحروف الشفة السفلى وهي التاء والدال والطاء ، وحروف الشفتين كالفاء والباء والواو والميم وإن تفاوتت بالجهر والهمس والشدة والرخاوة وغيرها من الأوصاف ، وقد اختلفوا في إدغام كثير منها مع تقارب المخرج كالذال في الجيم والزاء والسين والصاد والتاء والدال ، نحو إِذْ جَعَلْنَا ، وإِذْ زَيَّنَ ، وإِذْ سَمِعْتُمُوهُ ، وإِذْ صَرَفْنا ، وإِذْ تَبَرَّأَ ، وإِذْ دَخَلُوا ، فعن أبي عمر وهشام الإدغام ، وعن عاصم والحرميين الإظهار ، والدال في الجيم والسين والشين والصاد والذال والراء والضاد والظاء ، نحو لَقَدْ جاءَكُمْ ، لَقَدْ سَمِعَ ، قَدْ شَغَفَها ، لَقَدْ صَرَّفْنا ، لَقَدْ ذَرَأْنا ، فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ، فَقَدْ ضَلَّ ، فَقَدْ ظَلَمَ ، فعن الأكثر الإدغام ، وعن عاصم وابن كثير وقالون الإظهار ، وتاء التأنيث في ستة : الجيم والسين والصاد والزاء والثاء والظاء ، نحو نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ، وكَذَّبَتْ ثَمُودُ ، وأُنْزِلَتْ سُورَةٌ ، وحَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ، وخَبَتْ زِدْناهُمْ ، وكانَتْ ظالِمَةً ، فعن الأكثر الإظهار ، وعن بعض الإدغام ، ولام هل وبل في التاء والثاء والسين والزاء والطاء والضاد والنون ، نحو هَلْ تَعْلَمُ ، هَلْ ثُوِّبَ ، بَلْ سَوَّلَتْ ، بَلْ زُيِّنَ ، بَلْ طَبَعَ ، بَلْ ضَلُّوا ، بل ظلموا ، بَلْ ظَنَنْتُمْ ، بَلْ نَظُنُّكُمْ ، هَلْ نَدُلُّكُمْ ، فعن الكسائي الإدغام ، وعن الأكثر الإظهار ، إلى غير ذلك مما اختلفوا فيه كالباء في الفاء وبالعكس ، نحو أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ ، ومَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ ، ونَخْسِفْ بِهِمُ ، والراء في اللام ، نحو وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ.
نعم لا خلاف بينهم كما عن الشاطبية وسراج القارئ في إدغام الذال في الظاء نحو إِذْ ظَلَمُوا ، والدال في التاء نحو قَدْ تَبَيَّنَ ، قَدْ نَعْلَمُ ، وَعَدْتَنا ، وفي إدغام تاء التأنيث في الدال والطاء أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما ، وفَآمَنَتْ طائِفَةٌ ، واللام في الراء قُلْ رَبِّي ، بَلْ رَبُّكُمْ ، بَلْ رانَ ، بل قيل الظاهر أيضا أنهم يوجبون إدغام الطاء في التاء أَحَطْتُ ، بَسَطْتَ ، والقاف في الكاف مع سكونها واتصال ميم الجمع ، بل قيل وبدونه ، لم يخلقكم ،