التكبير في أول الأذان أربعا لأن أول الأذان إنما يبدأ غفلة وليس قبله كلام ينبه المستمع له فجعل الأوليان تنبيها للمستمعين لما بعده في الأذان » وإلى غير ذلك من الاحتمالات المذكورة وإن كان بعضها في غاية الضعف بل مقطوعا بفساده ، بل الإنصاف أنه لو لا تسالم الأصحاب وعمل الشيعة في الأعصار والأمصار في الليل والنهار في الجامع والجوامع ورؤوس المآذن على العدد المزبور لكان القول بجواز الجميع مع تفاوت مراتب الفضل متجها للتسامح في أدلة السنن.
بل قد يتجه ارتقاؤهما إلى اثنين وأربعين حرفا لما عن الهداية من قول الصادق عليهالسلام : الأذان والإقامة مثنى مثنى ، وهما اثنان وأربعون حرفا ، الأذان عشرون حرفا ، والإقامة اثنان وعشرون حرفا » قلت : وكأنه لتربيع التكبير فيهما في الأول وتربيعه قبل التهليلتين في الآخر مع زيادة « قد قامت الصلاة » مرتين في الإقامة ، ولعله هذا هو الأقصى ودونه ثمانية وثلاثون بأن يقتصر على المرتين في التكبير أولا وآخرا ، ودونه سبعة وثلاثون بحذف التهليلة في آخر الإقامة أيضا ، ثم خمسة وثلاثون كما هو المشهور بحذف التكبيرتين من الأربعة في آخر الأذان والإقامة مع حذف التهليلة مرة في آخر الإقامة ، وإثبات التربيع في أول الأذان ، ودونه أربعة وثلاثون بجعل فصول الأذان ستة عشر مثنى مثنى ، وفصول الإقامة ثمانية عشر بزيادة « قد قامت الصلاة » مرتين.
قال الشيخ في النهاية بعد ذكر المشهور في فصولهما : « هذا هو المختار المعول عليه ، وقد روي سبعة وثلاثون فصلا في بعض الروايات ، وفي بعضها ثمانية وثلاثون فصلا ، فأما من روى سبعة وثلاثين فصلا فإنه يقول في أول الإقامة أربع مرات : « الله أكبر » ويقول الباقي كما قدمناه : أي المشهور ، ومن روى ثمانية وثلاثين فصلا فإنه يضيف إلى ذلك قول : « لا إله إلا الله » مرة أخرى في آخر الإقامة ، ومن روى اثنين