وبما ان هذا الموضوع قد وقعت مورد خلاف بين المفسرين من جهة وبين المتكلمين من جهة أخرى بالاضافة الى الإشكلات العقلية الكثيرة المطروحة من قبل بعض الفلاسفة والمتكلمين ، فاقتضت الضرورة البحث عنه ، وبناء على ذلك ، فالهدف الأساسي من البحث هو حل هذه المعضلة كمسألة عقائدية والوقوف على آراء علماء الإسلام من المفسرين والمتكلمين والفلاسفة ، بالاضافة الى : انه يقوي الجانب الروحي والمعنوي عند الانسان فالمعاد والبحوث المرتبطة به تهدف أساساً وبالأخص في المجال القرآني والتفسيري الى تقوية وترسيخ البعد الايماني عند المسلمين ، ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث فان ترسيخ عقيدة الخلود في جهنم في النفوس مفيد للحياة الدنيوية والأخروية لانه ترسيخ لإنسانية الانسان ، لكونه يجعل الحياة الإنسانية حياة سعيدة بعيدة عن الظلم والفساد ، وتضعيفها تقوية للفساد والطغيان الذي بات علامة بارزة للعصر الذي نعيش فيه نتيجة بعدنا عن الايمان والاعتقاد بالمعاد والمسائل المرتبطة به ومن ضمنها مسألة الخلود في جهنم وفي كل ذلك دلالة واضحة على اهمية هذا البحث وضرورته لتأثيره العظيم في اصلاح الحياة الدنيوية والأخروية.
ومفهوم الخلود في جهنم قد طرح قبل كل
شيء في القرآن الكريم ، مما دفع علماء الإسلام الى ان يتناولوه في طوايا ابحائهم وتحقيقاتهم العلمية ولكن عندما تتبعنا الكثير من مؤلفات هؤلاء لم نجد من بحث في هذا الموضوع بصورة متكاملة ومستقلة خصوصاً المتقدمين سواء كان مفسروهم او متكلموهم أو فلاسفتهم امثال الشيخ المفيد ، والسيد مرتضى علم الهدى ، والشيخ الطوسي ، والطبرسي ، والعلامة الحلي ، ومقداد السّيوري ، والجرجاني ، والتفتازاني ، والفخر الرازي ، والفارابي ، وابن سينا وآخرون ، فقد بحث هؤلاء حول هذا المفهوم إما بإشارات عابرة ضمن تفسيرهم لآيات الخلود في جهنم ،