كما هو حال المفسرين ، أو ضمن بحثهم عن وعيد مرتكب الكبيرة أهو مخلد في النار ام لا ، كما فعل المتكلمون ، أو الاقتصار على النظر العقلي للموضوع ضمن بحثهم عن الشر أو السعادة والشقاوة الأخروية كما كان ديدن الفلاسفة.
وبعد التطور والتوسع الذي طرأ على التحقيقات والبحوث العقلية والفلسفية وتأثر البحوث الكلامية والتفسيرية بتلك الابحاث العقلية ، توسع البحث حول هذا المفهوم ، وأوّل من كتب عنه هم السلفية ، وبالأخص ابن قيم الجوزية ، وقد تحدث عن الخلود في جهنم بصورة مفصلة نسيباً في كتابه حادي الأرواح ، وكان البحث بحثاً كلامياً أراد به انكار الخلود الابدي وإثبات انقطاع العذاب عن الكفار ، وأشار اليه ايضاً في العديد من كتبه الأخرى ، وبمرور الزمن توسع البحث حول هذا المفهوم أكثر فأكثر ، فمثلاً نجد صدر الدين الشيرازي يتناول هذا المفهوم بالبحث والتحقيق في تفسيره وكتابه الأسفار الأربعة والشواهد الربوبية والعرشية متأثراً بالعرفاء ، وتبعه تلميذه الفيض الكاشاني في كتابه اصول المعارف.
واما المعاصرون فنجد منهم الدكتور محمد صادقي يتطرق الى هذا المفهوم في كتابه الفرقان في تفسير القرآن محاولاً إثبات انقطاع العذاب عن الكفار تبعاً لابن قيم الجوزية ، فما نجد العلامة الطباطبايي في كتابه الميزان في تفسير القرآن يحاول اثبات الخلود في جهنم وردّ الإشكالات العقلية الواردة عليه بالإستناد الى الأدلّة القرآنية والعقلية ، ثم يأتي جلال الدين الآشتياني ، ويحاول الدفاع عن الخلود بأسلوب عقلي وردّ الإشكالات الواردة عليه ، وذلك بشرحه على كتاب زاد المسافر لصدر الدين الشيرازي وفي مقدمته لكتاب اصول المعارف للفيض الكاشاني.
إن من يؤلف كتاباً أو يبحث موضوعاً فانه
يهدف إما الى ابتداع واختراع ما لم يسبق إليه غيره ، أو شيء ناقص يتممه ، أو غامض يشرحه ، أو طويل مسهب