اكتسبوا هيئات ردية ، فانها تكون في عذاب شديد ، ويفهم من عبارة الشيخ أن العذاب على هؤلاء دائم ، لأنه صرح بعدم حصول المشتاق اليه من الكمالات بعد مفارقة البدن وبقاء ملكة التعلق بالبدن الموجب للعذاب.
وبقي هناك أن نشير إلى أن عبارة الشيخ التي نقلناها فيما سبق حول نفوس البلهاء ، كانت لبيان الفرق بين الناقصين الذين يتعذبون بنقصانهم سواء دام تعذبهم أم لم يدم ، وبين الناقصين الذين لا يتعذبون بنقصانهم ، أما عبارته التي نقلناها هنا ناظرة إلى حكم البلهاء.
وجملة القول إن الشيخ الرئيس يقسم النفوس الإنسانية وفقاً لسعادتها وشقاوتها إلى أقسام ثلاثة :
أحدها : النفوس التي ارتقت إلى الكمال في القوة النظرية والعملية ، وبعبارة أخرى النفوس التي وصلت إلى كمال العلم ، والعمل وهؤلاء هم السعداء.
ثانيها : النفوس التي وصلت إلى الكمال في القوة العقلية ، ولكنها لم تصلح الجانب العملي من النفس ، فكسبت هيئات ردية إلّا أن ذلك عارض غريب عن جوهر النفس قابل للزوال ، فيكون عذابها بحسب تلك الهيئات الردية ، لأن جوهر النفس قد اكتسبت المعرفة فهي سعيدة ، والشقاء عارض على النفس من جهة الهيئات الردية العارضة فيؤول إلى الزوال ، وبالنتيجة يلحق هؤلاء بالسعداء وينتعمون بنوع من السعادة.
ثالثها : النفوس التي قصرت في إصلاح القوتين النظرية والعملية ، أي النفوس التي غفلت عن كمالاتها ، ولم تحصلها مع علمها بوجود هذه الكمالات العقلية للنفس ، ولم تصلح أيضاً الجانب العملي من النفس فكسبت هيئات ردية ، هذه الأنفس مصيرها الشقاء الأبدي.
وقد أشار الشيخ الرئيس إلى هذه الأقسام
في الاشارات ، حيث شبّه فيه