ونثراً ) في هذا المقام ليست برهانية بل خطابية. ١
وقال أيضاً : إن ما قيل في هذا المقام ( انقطاع العذاب وصيروته عذباً ) تمويه وخيال في خيال ، وما أنزل الله بها من سلطان ، والمتبع في أمثال هذه المسائل نصوص الكتاب والسنة والبراهين العقلية لا الخطابات الذوقية. ٢
وبالنسبة إلى العلامة داود القيصري الذي يقول في شرحه للفصوص : اعلم أن من اكتحلت عينه بنور الحق يعلم أن العالم بأسره عباد الله ، وليس لهم وجود وصفة إلّا بالله وحوله وقوته ، وكلهم محتاجون إلى رحمته ، وهو الرحمان الرحيم ، ومن شأن من هو موصوف بهذه الصفات ، ألّا يعذب أحداً عذاباً أبداً ، وليس ذلك المقدار من العذاب أيضاً إلّا لأجل إيصالهم إلى كمالاتهم المقدرة لهم ، كما يذاب الذهب والفضة بالنار ، لاجل الخلاص مما يكدره وينقص عياره.
وقد رده الآشتياني بقوله : العذاب الإلهي ليس من باب تشفي القلب ، وأيضاً الآخرة لا تكون دار تكامل ، والحركة الاستكمالية في الآخرة غير ممكنة ، بل إذا كان مبدأ العذاب من العوارض الغريبة في جوهر النفس ، فانه يزول ، وذلك ليس من باب الحركة الاستكمالية ، والخلود في العذاب لا منافاة له مع الرحمة الالهية ، والرحمة الالهية والعطيات الربانية في القوابل بحسب استعدادات المظاهر لاعلى سبيل الجزاف ، والسير التدريجي للروح في صور مباديء العذاب واستحكام بنيان هذه الصور وتجوهرها وتبديل العرضيات إلى الذاتيات ، ففي هذه الحالة لا ينقطع العذاب بوجه من الوجوه. ٣
وفي موضع آخر يحل أيضاً إشكال منافاة الرحمة الإلهية مع الخلود في
________________
١. راجع : المصدرين السابقين ، ص ٣٦٢ ؛ ص ٣٣١.
٢. صدر الدين الشيرازي ، مقدمة الشواهد الربوبية ، ص ٣١٧ ( التعليقة )
٣. راجع : شرح بر زاد المسافر ، ص ٣٦٣ ؛ مقدمة اصول المعارف ، ص ٣٣٢.