أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ ). ١
قوله : ( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ ) أي ترى الظالمين يعرضون على النار قبل دخولهم النار حال كونهم ساكنين متواضعين بسبب مالحقهم من الذل ( يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ ) أي خفي النظر وضعيفه لما عليهم من الهوان يسارقون النظر إلى النار لهولها وألوان عذابها ، فلا يجرؤون أن ينظروا إلى النار بجميع أبصارهم. ٢
وقوله : ( وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) أي إن الخاسرين الحقيقيين هم الذين خسروا أنفسهم بحرمانها من نعيم الجنة يوم القيامة ، وخسروا أهليهم وهم أولادهم وأزواجهم وأقار بهم بعدم الانتفاع بهم يوم القيامة. ٣
وقال العلامة الطباطبائي والقرطبي : وقيل : أهلوهم أزواجهم من الحور وخدمهم في الجنة لو آمنوا ، ولا يخلو من وجه نظراً إلى آيات وراثة الجنة. ٤
وهذا القول منسوب إلى المؤمنين إنما يقولونه يوم القيامة لا في الدنيا ، ٥ وقال الآلوسي : القول في الدنيا ، ٦ قوله :( أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ ) أي في عذاب دائم لا زوال له. ٧ وأما كون هذه الآية مقول قول المؤمنين أم
________________
١. الشورى ، ٤٥.
٢. راجع : تفسير التبيان ، ج ٩ ، ص ١٧٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٣٥ ؛ التفسير الكبير ، ج ٢٧ ، ص ١٨٢ ؛ روح المعاني ، ج ٢٥ ، ص ٥١.
٣. راجع : مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٣٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٦٦ ؛ التفسير الكبير ، ج ٢٧ ، ص ١٨٢ ؛ تفسير القرطبي ، ج ١٦ ص ٤٦.
٤. تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٦٦ ، راجع : تفسير القرطبي ، ج ١٦ ص ٤٦.
٥. راجع : تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٦٦ ؛ تفسير القرطبي ، ج ١٦ ، ص ٤٦ ؛ تفسير التبيان ، ج ٩ ، ص ١٧٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٣٥.
٦. روح المعاني ، ج ٢٥ ، ص ٣٥.
٧. راجع : تفسير التبيان ، ج ٩ ، ص ١٧٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٣٥ ؛ تفسير الكبير ، ج ٢٧ ، ص ١٨٢ ؛ تفسير القرطبي ، ج ١٦ ص ٤٦ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٦٧.