الأول : المعاصي يتحسرون عليها.
الثاني : الطاعات يتحسرون عليها لِمَ لَمْ يعملوها. وروي عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : « هو الرجل يكتسب المال ولا يعمل فيه خيراً فيرثه من يعمل فيه عملاً صالحاً ، فيرى الأول ما كسبه حسرة في ميزان غيره ».
الثالث : الثواب : فان الله يريهم مقادير الثواب التي عرضهم لها لو فعلوا الطاعات فيتحسرون عليه ـ لم فرطوا فيه ـ ورجح الشيخ الطوسي ١ والفخر الرازي ٢ القول الأول وكذلك ذهب اليه العلامة الطباطبائي ، ٣ والزمخشري ، ٤ والمراغي ، ٥ والشيخ محمد عبده. ٦ أما العلامة الطبرسي فقال : الآية محتملة لجميع الوجوه ، فالأولى الحمل على العموم. ٧ وحملها على الوجه الأول وهو المعاصي واتخاذ المتبوعين انداداً واتباعهم لهم ، كما تشير اليه الآية ، أولى.
وقوله : ( وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) ، قال البيضاوي : أصله وما يخرجون ، فعدل به إلى هذه العبارة للمبالغة في الخلود والاقناط عن الخلاص والرجوع إلى الدنيا. ٨
وقال القرطبي : قوله ( وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) دليل على خلود الكفار فيها ، وأنهم لا يخرجون منها ، وهذا قول أهل السنة لهذه الآية ولقوله تعالى : ( وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ) ٩. ١٠
وقال العلامة الطباطبائي : فيه حجة على القائلين بانقطاع العذاب من طريق الظواهر. ١١ وذلك كون ظاهر الآية صريحة في عدم الخروج ولا يقبل التأويل.
________________
١. راجع : تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٦٩. |
٢. راجع : تفسير الكبير ، ج ٤ ، ص ٢٣٩. |
٣. راجع : تفسير الميزان ، ج ١ ، ص ٤٠٨. |
٤. راجع : تفسير الكشاف ، ج ١ ، ص ٢١٢. |
٥. راجع : تفسير المراغي ، ج ٢ ، ص ٤١. |
٦. تفسير المنار ، ج ٢ ص ٨٠ ، ٨١. |
٧. راجع : مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢٥١. |
٨. تفسير البيضاوي ، ج ١ ص ٤٤٤. |
٩. الاعراف ، ٤٠. |
١٠. تفسير القرطبي ، ج ٢ ، ص ٢٠٧. |
١١. تفسير الميزان ، ج ١ ، ص ٤٠٨.