وقد حمل المفسرون الآية على أنها واردة في الكفار ، وأسند العلامة الطبرسي ١ هذا القول إلى ابن عباس ، وقال به أيضاً الشيخ محمد عبده ، ٢ والفخر الرازي ، ٣ والآلوسي ، ٤ والقرطبي ، ٥ كما يفهم ذلك أيضاً من تفسير العلامة الطباطبائي ، ٦ والمراغي ٧ للآية.
وقد احتج بعض أهل السنة بهذه الآية على أن أصحاب الكبائر من أهل القبلة يخرجون من النار فقالوا : إن قوله ( وماهم ) تخصيص لهم بعدم الخروج على سبيل الحصر فوجب أن يكون عدم الخروج مخصوصاً بالكفار. ٨
ومن كل ما تقدم يتبين بان معنى الآية : وقال الأتباع الذين اتبعوا الأنداد المتبوعين : ليت لنا رجعة إلى الدنيا فنتبرأ في الدنيا من هؤلاء المتبوعين كما تبرؤوا منا في الآخرة ولم ينفعونا ، وردهم الله تعالى بقوله أنه سبحانه سوف يريهم ويظهر لهم أعمالهم السيئة ومعاصيهم وهو إتباعهم الانداد ، حسرة وندامة على ما اقترفوه من الشرك والكفر يوم القيامة ، وسوف لا يخرجون من النار ، بل يبقون فيها مخلدين أبداً.
٢. قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ). ٩
هذه الآية تعليل للآية التي سبقتها ، وأنها تؤكد مضمونها ، ١٠ وهي قوله
________________
١. راجع : مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢٥١. |
٢. راجع : تفسير المنار ، ج ٢ ، ص ٨١. |
٣. راجع : تفسير الكبير ، ج ٤ ، ص ٢٣٩. |
٤. روح المعاني ، ج ٢ ، ص ٣٦ ، ٣٧. |
٥. تفسير القرطبي ، ج ٢ ، ص ٢٠٧. |
٦. راجع : تفسير الميزان ، ج ١ ، ص ٤٠٨. |
٧. راجع : تفسير المراغي ، ج ٢ ، ص ٤١.
٨. راجع : تفسير الكبير ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ؛ روح المعاني ، ج ٢ ، ٣٦ ، ٣٧. |
٩. المائدة ، ٣٦ ، ٣٧. |
١٠. راجع : تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٣٢٨ ؛ تفسير المنار ، ج ٦ ، ص ٣٨٧ ؛ تفسير المراغي ، ج ٦ ، ص ١١٣.