وفي آية أخرى يذكر المكذبين بالقرآن وبالنبوة وبما جاء به الأنبياء عليهم السلام من الدين ، قال تعالى : ( الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) إلى أن قال : ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ). ١
وفي سورة النساء أوعد الكفار المحاربين لدين الله بعدم المغفرة لهم وعدم هدايتهم إلى طريق الجنة ، بل يهديهم إلى طريق النار الأبدية ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ). ٢
وهكذا نجد في آيات قرآنية عديدة عندما يهدد سبحانه الكفار بالعذاب أو بالخلود في النار ، يتحدث عن نوع خاص من الكفار لا مطلق الكفار ، فيقيدهم تارةً بالمكذبين بالآيات الالهية ، وأخرى بالمكذبين بالكتاب ، وثالثة بالمكذبين بالمعاد ، ورابعة بالمستهزئين بآيات الله ، وخامسةً يضيف إليهم وصف المستكبرين ونحوها من الأوصاف. ٣
وهذة الآيات تدلّ على انّ هؤلاء الكفار قد أرسل إليهم الرسل ، وأنزل عليهم الكتاب ، وتم تبليغهم بما في هذه الكتب من الوعد والوعيد والبعث والجزاء ، وبالنتيجة تمّت عليهم الحجة ، ولكنهم في مقابل ذلك جحدوا بآيات الله ودينه ، وكذّبوا برسله وبما جاؤوا به ، واستكبروا عن قبولها والايمان بها ، فوعدهم الله عزوجل في مقابل كفرهم وتعنتهم بالخلود في العذاب جزاءً لكفرهم وإعراضهم عن قبول الحقّ.
________________
١. غافر ، ٧٠ ـ ٧٦. |
٢. النساء ، ١٦٧ ـ ١٦٩. |
٣. راجع : الجاثية ، ٣٥ ؛ طه ، ١٠٠ ، ١٠١ ؛ فاطر ، ٣٦ ، ٣٧.