الكافرين في حروب أمير المؤمنين » ، وهذا الكتاب الذي وفّقنا الله لترجمته والحمد لله : « فرسان الهيجاء في شرح أصحاب سيّد الشهداء عليهالسلام » وقد نعته الطهراني بـ « فرسان الهيجاء في شرح أحوال أبي عبدالله عليهالسلام ». ولست أدري إن كان كتاباً آخر أم هو المترجم نفسه ولكن وقع تصحيف في أصحاب إلى أحوال ، والظاهر الثاني لأنّهما لو كانا كتابين لذكر الشيخ الثاني لأهمّيّته.
وتركنا كتباً للشيخ لم نتعرّض لذكرها لأنّها تحتاج إلى مزيد تتبّع ونكل ذلك إلى القارئ ، وهذا الإنتاج الغزير يدلّ على عمر طويل. نعم لقد عمّر الشيخ حتّى دخل العقد التاسع من عمره الشريف لأنّه ولد سنة ١٣١٠ وتوفّي سنة ١٤٠٥ ، إذن وافاه الأجل المحتوم في الخامسة والثمانين من العمر. ولم يحد الكبر أو العجز من تدفّق قلمه بالتأليف في المواضيع النافعة الشيّقة التي وجد الشيخ الضرورة قاضية بشغلها حيّزاً من فراغ المكتبة الإسلاميّة.
كتاب « فرسان الهيجاء »
تقدّمت إلى القاري الكريم بأنّ الفضل في توجّهي إلى هذا
الكتاب القيّم يعود إلى العلّامة آية الله الحاج السيّد علي الشفيعي ، دام ظلّه ، فهو الذي أرشدني إلى
أهمّيّته وشجّعني بلسانه إلى ترجمته ، وأعارنيه من مكتبته الغنيّة التي هي أمنع من
عقاب الجوّ ، والسيّد المعظّم جزاه الله خيراً خدمة لإخوانه العرب آثرني بالكتاب على نحو الإعارة طبعاً ولبّيت الطلب وشرعت بالترجمة فور قرائته ، واقتضاني زمناً إضافيّاً ، لأنّ حادثة صعبة ألمّت بحياتي فعطّلت مسيرة الترجمة آناً مّا.
ذلك أنّي منيت ليلاً بعارض السكتة القلبيّة ـ أعاذكم الله ـ فكنت من الموت قاب قوسين أو أدنى ، ولكنّها خفت حتّى استطعت الرقاد وازدادت سوءاً بعد صلاة الصبح ونقلت على أثرها إلى « المشفى » وبعد الفحص قرّر الأطبّاء وفي مقدّمتهم ولدي