الدكتور بهاء نقلي إلى العناية المركّزة وبقيت أربعة أيّام تحت العناية الشديدة ثمّ نقلت إلى البيت انتظاراً لعمل القسطرة وبعدها أثبت الأخصّائي وجود تصلّب في أربعة شرايين منه وحينئذٍ لا بدّ من إجراء عمليّة الفتح ، وهنا أيقنت بالموت وآلمني حقّاً أن لا أكون أتممت الكتاب ، ومرّت الأيّام مسرعة وخيّرت بين إجراء العمليّة بطهران أو غيره من بلاد الله الواسعة ، أو على يد طبيب مسلم مؤمن شريف من بلادنا ويُدعى الدكتور « رمضاني » وهذا الطبيب ملاك على هيئة إنسان. ورأيت ليس من الحقّ في شيء الاعتماد على غيره مع ما يتحلّى به من الصفات الإسلاميّة النادرة وهو في رأيي عمل حرام أدباً إن لم يكن حراماً شرعاً ، وفضّلته على غيره بما أحيا الله على يديه من البشر بعد تحقّق موتهم ، فقد كرّمته الحكومة على ألف عمليّة ناجحة وأعطته الجائزة وكنت أوّل الألف الثاني ، وزارني بعد عمل القسطرة في المشفى ، فرأيت نور الإسلام يتلألأ في وجه الشريف وعرفته من ساعتئذٍ مؤمناً مسلماً مصلّياً يحبّ الخير للجميع ويبذله للأقصى مثلما يبذله للأدنى ، عازفاً عن المادّة وإن كانت مأرباً لكثير من الناس أو للأكثر إن أردنا الدقّة في الحكم ، ولله في خلقه شئون.
وقلت له ـ وهو يحاورني ـ : أنا يا سيادة الدكتور لا أنسبك إلى أُمّة من الناس وإن كنت من إحداها لأنّك أكبر من كلّ أُمّة تنسب إليها ولكنّي أنسبك إلى أُمّتك الحقيقيّة التي صاغت لك هذا الخلق الشريف أنت ابن الإسلام وأُمّتك الإسلام ويباهي بك الإسلام النحل الأُخرى.
وهذا هو الواقع فلا يمكن أن يكون الدكتور رمضاني وأعوانه كالدكتور السيّد رحيم الموسوي الحسيب النسيب والسيّد الجليل ، والدكتور عبادي ؛ دكتور التخدير المؤمن صاحب الأخلاق الفاضلة إلّا أبناء الإسلام.
وهنا ظاهرة غابت عن أكثر الناس وينبغي أن تعطى الأهمّيّة
اللّازمة وهي : إنّ