وإبصار العين واللهوف والمناقب وشرح الشافية وغيرهم (١). وكان جون مولى أبي ذر عبداً أسود من أهل النوبة ، وكان الفضل بن عبّاس بن عبدالمطّلب مولاه فاشتراه أمير المؤمنين بمائة وخمسين ديناراً ووهبه لأبي ذر ليخدمه ، وبقي عند أبي ذر حتّى نفاه عثمان إلى الربذة فذهب معه إلى الربذة إلى أن توفّي أبو ذرّ عاد إلى المدينة في العام الثاني والثلاثين أو الواحد والثلاثين ، واتصل بالإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وعاش معه وبعد شهادته لجأ إلى الأمام الحسن عليهالسلام وبعد شهادته لجأ إلى الإمام الحسين عليهالسلام وكان يقوم على خدمة الإمام زين العابدين عليهالسلام إلى أن خرج الإمام الحسين من المدينة إلى مكّة ومنها إلى كربلاء ، فكان جون معهم.
__________________
(١) يقول في الإصابة : جون بن جوي بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن حوي مولى أبي ذر الغفاري ، مختلف في صحبته. والجون الأبيض ، وأنشد أبو عبيدة في ذلك :
غيّر يا بنت الجليس لوني |
|
مرّ الليالي واختلاف الجون |
قال : يريد النهار ، والجون الأسود ، ومن الأضداد ، والجمع جون ـ بالضمّ ـ مثل قولك : رجل أصمّ وقوم صُمّ ، والجون من الخيل ومن الإبل الأدهم الشديد السواد ، والجونة عين الشمس ، وإنّما سمّيت جونة عند مغيبها لأنّه سود حين مغيبها (كذا).
وفي الزيارة الرجبيّة : « السلام على جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري ».
وفي شرح الشافية : برز جون بن جوي إليهم فقاتل حتّى قتل من القوم عشرين رجلاً ثمّ استشهد. (منه)
أقول : قال ابن حجر : (الجوي) بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب التيمي ، مختلف في صحبته ، وسأذكره في القسم الرابع إن شاء الله. (راجع : الإصابة ، ج ١ ص ٢٥٦) وذكره في القسم الرابع ، فقال : جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم التميمي ، تابعيّ ، غلط بعض الرواية فوصل عنه حديثاً أسقط اسم صحابيه فذكره لذلك البغوي وغيره الصحابة وأبوه صحابيّ يأتي في موضعه. (الإصابة ١ : ٢٧١) فأنت ترى أنّ صاحب الترجمة عربيّ وليس مولى ، ولا ذكر لأبي ذر في الترجمتين اللتين أوردناهما ، ويظهر لي أنّ المؤلّف رحمهالله غير دقيق في ضبط الأسماء أو أنّه ينقل عمّن لا دقّة له وهذا هو الأجدر به لفضله وعلمه الواسع رحمهالله. (المترجم)