فهل ترى لي أن أدير ظهري |
|
وقد قضيت في فناكم عمري |
أهرب من هذا الردى إلى ردى |
|
هيهات حتّى أغتدي لك الفدى |
ضِعةُ أصلي وسواد لوني |
|
لذاك أُدعى بينهم بالجون |
رائحتي ينفر منها الشمّ |
|
وليس لي أب هنا أو عمّ |
كيف أُخلّيك وحيداً فردا |
|
قد حشد الرجس عليك الجندا |
مننت من قبل وأكثرت المنن |
|
فمن هذا اليوم بالقول الحسن |
وأذن لكي ألتحف الشهاده |
|
فإنّها من بعدها السعاده |
رائحتي تطيب مثل أصلي |
|
ولم تطب إلّا بحسن الفعل |
ويشرق الجبين منّي بالسنا |
|
ملتمعاً ساعة أحظى بالمنى |
وما المنى غير جهاد بالسيف |
|
حين به آخذ منهم حيفي |
ألست ترضى سيّدي للوني |
|
بأن يكون كالسناء الجون (١) |
ويغتدي المسك إذا المسك انفتق |
|
يقول هذا ريح جون من نشق |
والله لا برح أو تنساب |
|
دمائنا ويُصبغ التراب |
إن مازجت دمائكم دمائي |
|
فذاك عندي غاية الرجاء |
أُرضي به الله واُرضي المصطفى |
|
مولاي قلبي للقائه هفا |
فنال إذناً من أبي الأحرار |
|
وصال فيهم مثل ليث ضاري |
وخضّب الأرض النجيع الأحمر |
|
وسيفه صاعقة تدمر |
ومذ هوى للأرض من جواده |
|
أقبل مولاه إلى وساده |
وفوق خدّه أقام خدّه |
|
وأسعد الله بهذا جدّه |
وقال أنت الحرّ نعم الحرّ |
|
والحرّ يوم الروع لا يفرّ |
__________________
(١) الجون : من أسماء الأضداد ، يقال للأبيض جون كما يقال للأسود.