وروى الطريحي في منتخبه مرسلاً قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يوماً مع جماعة من أصحابه مارّاً في بعض الطرق وإذا هم بصبيان يلعبون في ذلك الطريق ، فجلس النبيّ عند صبيّ منهم وجعل يقبّل ما بين عينيه ويلاطفه ثمّ أقعده في حجره وهو مع ذلك يكثر تقبيله ، فقال له بعض الأصحاب : يا رسول الله ، ما نعرف هذا الصبي الذي قد شرّفته بتقبيلك وجلوسك عنده وأجلسته في حجرك ولا نعلم من أين هو ؟
فقال النبيّ : يا أصحابي ، لا تلوموني فإنّي رأيت هذا الصبيّ يوماً يعلب مع الحسين ورأيته يرفع التراب من تحت أقدامه ويمسح به وجهه وعينيه مع صغر سنّه فأنا من ذلك اليوم بقيت أُحبّ هذا الصبي حيث أنّه يحبّ ولدي الحسين فأحببته لحبّ الحسين وفي يوم القيامة أكون شفيعاً له ولأبيه ولأُمّه كرامة له ، ولقد
__________________
= الشاعر الفارس ، ذكره ابن الكلبي في كتابه ، وقال المرزباني : ربيعة بن خوط بن رئاب أدرك حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله وحضر يوم ذي قار ثمّ نزل الكوفة وكان بها إلى أن جاء الحسين عليهالسلام من مكّة إلى العراق حتّى نزل بكربلاء ثمّ خرج ربيعة بن خوط من الكوفة وجاء إلى الحسين مع ابن عمّه حبيب بن مظاهر ، وكان حبيب معه إلى أن قتل بين يديه في الحملة الأُولى مع من قتل من أصحاب الحسين ، انتهى.
فظهر من كلام العسقلاني أنّه من الصحابة إلّا أنّ صاحب الاستيعاب وأُسد الغابة لم يذكراه في الصحابة. وفي زيارة الناحية : « السلام على حبيب بن مظاهر الأسدي ».
وقال العلّامة في الخلاصة : حبيب بن مُظَهّر ـ بضمّ الميم وفتح الظاء المعجمة وتشديد الهاء والراء أخيراً (ص ١٣٢) على وزن مطهّر وهو الأصح وكان حبيب بن مظهّر من الرجال السبعين الذين نصروا الحسين عليهالسلام ولقوا جبال الحديد ، واستقبلوا الرماح بصدورهم والسيوف بوجوههم وهم يعرضون عليهم الأموال والأمان فيأبون ويقولون : لا عذر لنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إن قتل الحسين ومنّا عين تطرف ، لا والله لا يكون ذلك حتّى نقتل دونه. قال : فجاهدوا حتّى قُتلوا بين يديه. (منه رحمهالله إلّا ما كان بين خطّين وأرقام الصفحات وأسماء المصادر فإنّها من المترجم)