أخبرني جبرئيل أن يكون هذا الصبي من أهل الخير والصلاح ويكون من أنصار الحسين في وقعة كربلاء (١).
وفي مخزن البكاء لملّا صالح البرغاني بعد نقل رواية الطريحي هذه أثر مصرع حبيب عليهالسلام فإنّه قال : نقل عن بعض الثقات أنّ هذا الصبي هو حبيب بن مظاهر ، ونقل نحواً من ذلك في التحفة الحسينيّة وينبغي أن لا يكون عمر حبيب يومذاك أقلّ من خمسة عشر عاماً لأنّ صاحب رياض الشهادة يقول حبيب رجل وسيم ، كامل الصفات وكان عمره في واقعة الطفّ خمساً وسبعين عاماً ، ويبعد أن يعبّر عن ابن الخامسة عشر بلفظ صبي.
فضائل حبيب ..
في رجال الكشّي بسنده عن فضيل بن الزبير قال : مرّ ميثم التمّار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجل بني أسد فتحدّثا حتّى اختلف أعناق فرسيهما ثمّ قال حبيب : لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطّيخ عند دار الرزق قد صلب في حبّ أهل بيت نبيّه عليهالسلام ويبقر بطنه على الخشبة. فقال ميثم : وإنّي لأعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان يخرج لنصر ابن نبيّه فيقتل ويجال برأسه بالكوفة ، ثمّ افترقا. فقال أهل المجلس : ما رأينا أحداً أكذب من هذين.
قال : فلم يفترق أهل المجلس حتّى أقبل رُشيد الهجري فطلبهما فسال أهل المجلس عنهما ، فقالوا : افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا ، فقال رُشيد : رحم الله ميثماً نسي : ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مأة درهم ، ثمّ أدبر. فقال القوم : هذا والله أكذبهم فقال القوم : هذا والله (٢) ما ذهبت الأيّام والليالي حتّى رأيناه
__________________
(١) منتخب الطريحي ، ص ٢٠٢ و ٢٠٣.
(٢) يحتمل أن تكون العبارة تكرّرت وسقط منها قول الراوي. (المترجم)