ثانية ، وبدأت العافية تراودني ببطأ وهذا بالطبع زمن باعد بين الكتاب وبين الإنجاز وشيء جديد طرأ على الحياة وهو تبرّمي بها بفعل المضادّات الحيويّة التي زرقت في شراييني ، وقوّة التخدير ولكنّها حال تزول ولله الحمد ، وأوّل صفة رجعت إلى عشّها من عقلي بعد أن طارت بعيداً هي حبّي للكتاب والكتابة ، وشرعت ثانية في مواصلة الترجمة وتمّت والحمد لله ربّ العالمين.
نظرة في الكتاب
يمكن أن ننعته بأنه المعجم الوحيد من نوعه الذي يترجم لأصحاب الحسين عليهالسلام على حروف الهجاء وهو أوّل كتاب خرق الإجماع في عدد أصحابه عليهمالسلام ودعك من المسعودي الذي أوصلهم إلى خمسمائة رجل ، فقد كتب العدد من دون تحقيق وبهذا لا يمكن أن يقارن بالمحلّاتي الذي تولّى تعديد أسمائهم وتحديد هويّاتهم واحداً واحداً ، ونسبنا إليه الأوّليّة لأنّ عهدنا بمن سبقوه بين مكثر لا يتجاوز بهم المائة ، وبين المقلّل يقف بهم عند حدود السبعين ، أمّا الشيخ فقد قفز العدد في كتابه إلى مائتين وخمس وعشرين رجلاً خالٍ من التحقيق ، ويقتصر على ذكر المصدر الذي يعزو إليه الناصر فإذا عدم في غيره أشار إليه بقوله : لم أعثر عليه إلّا في هذا الكتاب ، وأحياناً يكون مصدره الزيارتين : الرجبيّة وزيارة الناحية المقدّسة وحدهما ، فيذكر الناصر إذا ذكر في أحدهما ويكفي في توثيق وجوده ذلك ، يقتصر على العبارة القصيرة الواردة في أحدهما ، ثمّ يتحوّل إلى غيره وهو بين الإطناب والإيجاز ، وقد يكون الأخير مخلّاً لأنّ الباحث يهمّه إشباع الموضوع ولا يرضى بالعبارة والعبارتين ، لا سيّما في المجاهيل من الأصحاب والمشكلة أنّ بعض الموارد من الكتاب تخلو من هذا الإشباع وقد يفقد المؤلّف الخيار اذا فلى التاريخ فلياً فلم يصب بغيته ، فما حيلته عندئذٍ.