أعطاه مولاه إذناً في القتال فلم |
|
يكن سوى الأسد الضاري على الشاة |
وسلّ صارمه بالنار مضطرماً |
|
كما تدفّق مصباح بمشكاة |
أردى من الخصم ستّيناً وأتبعهم |
|
اثنين أوردهم نهر المنيّات |
حتّى هوى فوق أرض الطفّ منجدلاً |
|
يلقى من الله آلاف التحيّات |
فجائه السبط يبكيه ويندبه |
|
والحزن جمر بأضلاع زكيّات |
ينعى الحبيب بقول كلّه حرق |
|
حبيب أوقدت أحشائي وآهاتي |
ويقول ابن الأثير في الكامل : كان حبيب بن مظاهر على ميسرة أصحاب الحسين عليهالسلام.
وفي ناسخ التواريخ : إنّ الحصين بن نمير الملعون دخل ميدان الحرب يرتجز ويدعو حبيباً للمبارزة ، فودّع الإمام عليهالسلام وحمل على جيش الأعداء كأنّه شعلة نار ، فضرب الحصين بن نمير على خرطومه فقطع أنفه ، فوقع من هول الضربة إلى الأرض من على ظهر فرسه ، فأراد حبيب أن يجهّز عليه فحمل أصحابه على حبيب فاستنقذوه ، فحمل حبيب عليهم كالليث الغضبان يحمل على قطيع الثعالب فجدّل الأبطال وخاض الأهوال مع كبر سنّه وشدّة عطشه حتّى قتل منها اثنين وستّين رجلاً وأرسلهم إلى نار الله الموصدة ، وصاح فيهم صيحة الأسد الباسل ، وأخذ يرتجز ويقول :
أنا حبيب وأبي مظاهر |
|
فارس هيجاء وليث قسور |
وأنتم عند العديد أكثر |
|
ونحن أعلى حجّة وأظهر |
وأنتم عند الوفاء أغدر |
|
ونحن أوفى منكم وأصبر |
وفي يميني صارم مذكّر |
|
وفيكم نار الجحيم تسعر (١) |
__________________
(١) وحرب تسعر ـ خ ل. (منه)