مصعب « باجميرا » (١) دخل عسكر مصعب فإذا قاتل أبيه في فسطاطه فأقبل يختلف في طلبه والتماس غرّته فدخل عليه وهو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتّى برد (٢).
لهفي لركب صُرّعوا في كربلا |
|
كانت بهم آجالهم متدانيه |
نصروا ابن بنت نبيّهم طوبى لهم |
|
نالوا بنصرته مراتب عاليه |
* * *
طهرت نفوسهم لطبيب أُصولها |
|
فعناصر طابت لهم وحجور |
ما اشتاقهم للموت إلّا دعوة |
|
الرحمن لا ولدانها والحور |
* * *
بيض الوجوه كريمة أحسابهم |
|
شمّ الأُنوف من الطراز الأوّل |
يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم |
|
لا يسألون عن السواد المقبل (٣) |
* * *
قوم إذا اقتحم العجاج رأيتهم |
|
شمساً وخلت وجوههم أقمارا |
وإذا الصريخ دعاهم لملمّة |
|
بذلوا النفوس وفارقوا الأعمارا |
* * *
__________________
(١) بضمّ الجيم وفتح الميم وياء ساكنة وراء مقصورة موضع دون تكريت ، قاله في المعجم. قال المفيد في الإرشاد : لمّا رحل ابن سعد اللعين بالرؤوس والسبايا وترك الجثث الطاهرة خرج قوم من بني أسد كانوا نزيلاً بالغاضريّة إلى الحسين وأصحابه فصلّوا عليهم ودفنوهم. وقال أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء : ودفنت بنو أسد حبيباً عند رأس الحسين حيث قبره الآن اعتناءاً بشأنه لأنّه منهم ورئيسهم. (منه رحمهالله)
(٢) نفس المهموم ، ص ٢٤٥ و ٢٤٦ نقلاً عن الطبري ، ج ٧ ص ٣٤٨ و ٣٤٩.
(٣) الشعر لحسّان بن ثابت يمدح به آل جفنة فكيف اختاره المصنّف في مدحهم وليس فيه دلالة على ذلك. (المترجم)