شركتك بقتله فادفع إليّ رأسه ، فقال التميمي : وهذا لا يكون ، فقال له الحصين لعنه الهل : أعطنيه أُعلّقه في رقبة جوادي وأدور فيه بالعسكر حتّى يعلم الناس بقتله ثمّ أدفعه لك لتنال به جائزتك من عبيدالله بن زياد فلا حاجة لي بها ، فأعطاه الرأس وعلّقه برقبة الجواد وطاف به في جوانب العسكر ، وكان غرضه من ذلك أن يراه الناس ويعلموا أنّه قاتل حبيب ، ثمّ عاد وأعطى الرأس إلى التميمي لعنهما الله.
وفي البحار : فهدّ مقتله الحسين عليهالسلام (١).
وفي بعض العبارات : بان الانكسار في وجه الحسين من قتل الحبيب ، وقال عليه السلام : عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي.
وفي مقتل أبي مخنف قال : لمّا قتل حبيب بان الانكسار في وجه الحسين وقال : لله درّك يا حبيب لقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة.
وجاء في نفس المهموم : فلمّا رجع (قاتل حبيب) إلى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلّقه في لبان فرسه ، ثمّ أقبل إلى ابن زياد في القصر فبصر به ابنه القاسم بن حبيب وهو يومئذٍ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا يفارقه كلّما دخل القصر دخل معه وإذا خرج خرج معه ، فارتاب به فقال : ما لك يا بنيّ تتبعني ؟! قال : لا شيء ، قال : بلى يا بنيّ أخبرني ، قال : إنّ هذا الرأس الذي معك رأس أبي أفتعطينيه حتّى أدفنه ؟ قال : يا بنيّ ، لا يرضى الأمير أن يدفن وأنا أُريد أن يثيبني الأمير على قتله ثواباً حسناً. قال الغلام : ولكن الله لا يثيبك على ذلك إلّا أسوأ الثواب ، أما والله لقد قتلته خيراً منك وبكى ، فمكث الغلام حتّى إذا أدرك لم يكن له همّة إلّا اتّباع أثر قاتل أبيه ليجد منه غرّة فيقتله بأبيه ، فلمّا كان زمن مصعب بن الزبير وغزى
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٢٦.