فأقبل عليه الزرّاع بمساحيهم وأخذوا يضربونه بها بدلاً من إخراجه حتّى هلك وغنموا فرسه وأسلحته ، إلّا أنّ صاحب الأخبار الطوال روى موته بشكل آخر ممّا لا حاجة بنا إلى ذكره.
وله أشعار كثيرة تدلّ على ندمه لأنّه حرم الشهادة مع الحسين عليهالسلام ، منها قوله :
يقول أمير غادر وابن غادر |
|
ألا كنت قاتلت الحسين بن فاطمه |
فيا ندمي أن لا أكون نصرته |
|
ألا كلّ نفس لا تُسدّد نادمه |
ونفسي على خذلانه واعتزاله |
|
وبيعة هذا الناكث العهد لائمه |
سقى الله أرواح الذين تآزروا |
|
على نصره سقياً من الغيث دائمه |
وقفت على أطلالهم ومحالهم |
|
فكاد الحشى ينقضّ والعين ساجمه |
وإنّي على أن لم أكن من حماته |
|
لدى حسرة ما إن تفارق لازمه |
لعمري لقد كانوا سراعاً إلى الوغى |
|
مصاليت في الهيجا حماة خضارمه |
تأسّوا على نصر بن بنت نبيّهم |
|
بأسيافهم آساد غيل ضراغمه |
فإن يقتلوا في كلّ نفس بقيّة |
|
على الأرض قد أضحت لذلك واجمه |
وما إن رأى الراؤون أفضل منهم |
|
لدى الموت سادات وزهر قماقمه |
أيقتلهم ظلماً ويرجوا ودادنا |
|
فدع خطّة ليست لنا بملائمه |
لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم |
|
فكم ناقم منّا عليكم وناقمه |
أهمّ مرادي أن اسير بجحفل |
|
إلى فئة زاغت عن الحقّ ظالمه |
فكفّوا وإلّا زرتكم في كتائب |
|
أشدّ عليكم من زحوف الديالمه |
فلمّا بلغ ابن زياد شعره أرسل في طلبه ففاته.
ومجمل القول أنّ له أشعاراً كثيرة يظهر فيها الندم ويلوم نفسه على ما فاته من نصرة ابن رسول الله ، ويمدح فيها أصحابه.
يقول العلّامة بحر العلوم في رجاله : فالرجل عندي صحيح
الاعتقاد وسيّئ