الفرصة وخرج من مجلسه ، فلمّا رأى ابن زياد مكانه خالياً قال : انظروا أين ذهب ابن الحر ؟ قالوا : خرج من مجلسك الساعة ، فقال : اطلبوه عاجلاً ، فخرج جماعة من الشرط في طلبه فرأوه وقد علا صهوة فرسه ، فقالوا : أجب الأمير ، فقال : والله لا عُدت إليه مختاراً وهمز جواده فطار به وقصد منزل الأحمر بن زياد الطائي فجمع أصحابه وقصد قصد المدائن حتّى إذا خرج المختار بن أبي عبيدة الثقفي التحق بعسكره.
فلمّا بعث المختار إبراهيم لحرب ابن زياد لعنهما الله خرج عبيدالله مع إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وكان إبراهيم كارهاً لخروجه معه ، وأنّه قال للمختار : أخاف أن يغدر بي وقت الحاجة ، فقال له المختار : أحسن إليه واملأ عينه بالمال. وإنّ إبراهيم خرج ومعه عبيدالله بن الحر حتّى نزل تكريت وأمر بجباية خراجها ، ففرّقه وبعث إلى عبيدالله بن الحر بخمسة آلاف درهم ، فغضب فقال : أنت أخذت لنفسك عشرة آلاف درهم وما كان الحرّ دون مالك ، فحلف إبراهيم أنّي ما أخذت زيادة عليك ثمّ حمل اليه ما أخذه لنفسه فلم يرض وخرج على المختار ونقض عهده وأغار على سواد الكوفة فنهب القرى وقتل العمّال وأخذ الأموال ومضى إلى البصرة إلى مصعب بن الزبير ، وأرسل المختار إلى داره فهدمها (١) ولم يف لمصعب أيضاً فذهب من هناك إلى الشام ، وسأل عبدالملك أن يؤمّره على جند لحرب ابن الزبير ، فسيّر معه عبداللملك أربعة آلاف فارس ونحى نحو العراق حتّى إذا بلغ أطراف الموصل ومعه الجند المذكور فانفرد عن جنده وبينما هو يسير على فرسه وقد عبر جسراً هناك إذ زلّت به قدم فرسه فكبا به الفرس وهوى في النهر
__________________
(١) نفس المهموم ، ص ١٨١ و ١٨٢ نقلاً عن شرح الثار ، ص ٣٤ و ٣٥ بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٣٧٩ و ٣٨٠.