وفي كتاب سبائك الذهب في معرفة أنساب العرب ذكر أنّ من أيّام العرب يوم « طفخة » وسببه « الرادفة » فقد كانت تساوي الوزارة ، والرديف من حقّه الجلوس على يمين الملك ، وكانت الرادفة لبني يربوع ، فخذ من أفخاذ بني تميم .. وتنتقل من الآباء إلى الأبناء والأحفاد ، إلى أن تقدّم حاجب بن زرارة الدارمي التميمي إلى النعمان بن المنذر أن يعطي الرادفة إلى الحرث التميمي من بني مجاشع ، فأخبر النعمان بني يربوع بذلك وطلب منهم الرضا به ، فامتنع بنو يربوع من قبول العرض وأبوا أشدّ الإباء ، وكان منزلهم أسفل « طفخة » وهو جبل طويل أحمر اللون وفيه عيون ماء عذبة ، فعمد النعمان إلى قمعهم وأخذ الرضا منهم قهراً ، فسيّر أخويه « قابوس » (١) و « حسّان » ابني المنذر على رأس جيش لجب إلى بني يربوع وكان قابوس القائد وحسّان على مقدّمة الجيش ، وبلغ الجيش ظفخة لمنازلة بني يربوع واحتدم القتال في سفح الجبل فهزم جيش قابوس فأسروه وغنموا فرسه وأرادوا أن يجزّوا ناصيته فقال لهم قابوس : الملوك لا تُجزّ نواصيها ، وأسروا حسّاناً أيضاً وهزمت عساكره وعاد الجيش إلى النعمان بدونهما ، فحزن النعمان على أخويه فأرسل عجلاً شهاب بن قيس اليربوعي إلى بني عمّه وقال له : أسرع لتصل إلى حسّان وقابوس وتخلّصهما من الأسر وأرجع الرادفة إلى بني يربوع وأترك لهم ما غنموه وأهدر من قتلوه ، وأدفع لهم ألفي بعير ، فأقبل شهاب فوجدهما حيّين فخلّصهما من الأسر ووفى لهم بوعد الملك ، وبعد ذلك لم يعترضهم أحد على الرادفة ، وسمّي ذلك اليوم يوم طفخة ». وبعضهم قدّم الخاء على الفاء.
يقول سيّدنا الحرّ العاملي في أعيان الشيعة في ترجمة الحرّ بن يزيد الرياحي :
__________________
(١) المعروف تاريخياً أنّ قابوس بن النعمان وليس أخاه ، يقول النابغة الذبياني :
نبّئت أنّ أبا قابوس أوعدني |
|
ولا قرار على زأر من الأسد |