هذه الدراسة مع بحثي عنها وتطلّبي لها ولكن عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود.
أمّا الفارسيّة ففي اعتقادي أنّ الرجل رائد من روّاد النثر الفارسي وهو مجدّد في أساليبه وقد ازدادت هذه اللغة الجميلة على يده صقلاً وتشذيباً لا سيّما في نطاق ترجمة النصوص من العربيّة إليها ، فإنّك تجد أُسلوبه أُسلوباً عذباً صحيحاً ذي حبكة متلاحمة لا تجد فيها فواصل غريبة من غير بنيتها ، وقد اعتاد إخوانه أن يترجموا العربيّة أحياناً بالعربيّة حيث يختارون لفظاً دراجاً على الألسن أو الأقلام فيحلونه محلّ اللفظ المترجم وإن كان من لغة النصّ المترجم وهذا في نظري من أكبر العيوب في الترجمة من العربيّة.
لأنّ الفارسيّة ليست لغة فقيرة بل تملك من المفردات ما تغطّي به اكثر من المساحة المراد ترجمتها والشيخ المحلّاتي رحمهالله انطلاقاً من هذا المبدأ راح يترجم النصوص على هذا النهج الصحيح وهو أحياناً يضع النصّ المترجم في الهامش لكي يعطيك الفرصة للمقارنة وتمييز الترجمة الصحيحة عن تلك التي اسميها الملمعة التي لا تعني عند أبناء هذا العصر شيئاً .. نعم لأُستاذنا المحلّاتي رضوان الله عليه ولع خاصّ في تطعيم الترجمة بالعبارات البليغة المستوحاة من روح النصّ وهي وإن لم تكن غريبة على الترجمة وللمترجم صياغة النصّ بما يحبّبه إلى القارئى شريطة أن لا يزيد على المعنى المترجم منه شيئاً إلّا أنّه يجعل الترجمة فضفاضة من ثمّ عمدت إلى تجاوز عباراته والاقتناع بالنصّ وحده وربّما أعجبتني العبارات فترجمتها على الاستقلال في الهامش مع الإشارة إلى ذلك طبعاً وذلك فيما إذا عثرت على النصّ كما هو ، أمّا إذا عثرت عليه في معناه دون ألفاظه التي أعاد المؤلّف صياغتها من العربيّة فإنّي أضطرّ حينئذٍ إلى المزج بين ترجمة المؤلّف وعبارات النصّ وهكذا اتّخذت هذا النحو من الترجمة منهجاً حتّى النهاية ..