أنّ أبا مخنف جعل شهادته بعد الصلاة الظهر فقد حمل عليهم وهو يرتجز :
إليكم من ابن مالك ضرغام |
|
ضرب فتّى يحمي عن الكرام |
يرجو ثواب الله بالتمام |
|
سبحانه من ملك علّام |
قال : فقاتل الرجل الباسل ، وصبر على الخطب الهائل حتّى قتل منهم ستّين فارساً سوى من جرح إلى أن استشهد.
وإن نسيت فلا أنسى الحسين وقد |
|
أناخ بالطفّ ركب الهمّ والهمم |
غداة فاضت عليه كلّ مشرعة |
|
بكلّ جيشٍ كموج البحر ملتطم |
غداة خاض غبار النقع مبتدراً |
|
كالبدر يسبح في جُنح من الظلم |
غداة حفّت به من رهطه نفر |
|
شمّ الأُنوف أُنوف العزّ والشّيم |
أقوام مجد زكت أطراف محتدهم |
|
من هاشم ورجال السيف والقلم |
وأمّا الضحّاك بن عمرو بن قيس بن عبدالله المشرفي الهمداني ليس من شرط كتابنا (١) ، لأنّه كان من أصحاب الحسين ولكنّه غدر به وترك الإمام وقد أحاط به العدوّ وهرب من كربلاء كما حدّث بذلك الطبري عن لوط بن يحيى الأزدي
__________________
(١) قال الشيخ الكشّي في رجاله : وجدت بخطّ محمّد بن عمر السمرقندي قال : حدّثني بعض أصحابنا عن أبي الجارود عن الضحّاك بن قيس بن عبدالله المشرفي الهمداني قال : دخلت على الحسين بن عليّ عليهماالسلام أنا ومالك بن نصر الأرحبي في قصر بني مقاتل فسلّمنا عليه ، فقال له مالك ابن النسر الأرحبي : يا أبا عبدالله ، هذا الذي أراه خضاب أو سواد شعرك ؟ فقال عليهالسلام : خضاب ، والشيب علينا بني هاشم أسرع وأعجل ، ثمّ أقبل علينا فقال : جئتما لنصرتي ؟ فقال مالك بن نسر : أنا رجل كبير السنّ كثير العيال ، في يدي بضائع للناس ولا أدري ما يكون وأكره أن تضيع أمانتي. فقال له : إذاً انطلق فلا تسمع لي واعية ولا ترى سواداً فإنّه من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجب واعينا كان حقّ على الله أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم. (راجع مستدركات علم رجال الحديث ، ص ٣٧٧)