المعروف بأبي مخنف ، قال : حدّثني عبدالله بن عاصم قال : لقي الضحّاك بن عمرو بن عبدالله بن قيس المشرفي الهمداني مع مالك بن نسر الأرحبي في قصر بني مقاتل الحسين بن عليّ عليهماالسلام فسلّما عليه ودعاهما إلى نصرته ، فاعتذر مالك ابن نسر الأرحبي بالعيال وتقدّم السنّ ، وقال : للناس عليّ ديون فأنا وفّيها إليهم ، وقال الضحّاك : أنا أُجيبك على شرط أنّ لي تركك إذا لم يغن جهادي عنك ، فأجابني إلى ذلك.
قال أبو مخنف : حدّثني عبدالله بن عاصم عن الضحّاك بن
عبدالله المشرقي قال : لمّا رأيت أصحاب الحسين عليهالسلام
قد أُصيبوا وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي مطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي ، قلت له : يابن رسول الله ، قد علمت ما كان بيني وبينك ، قلت لك : أُقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً فإذا لم أر مقاتلاً فأنا في حلّ من الانصراف ، فقلت لي نعم ، قال : فقال : صدقت وكيف لك بالنجاء إن قدرت على ذلك فأنت في حلّ ، قال : فأقبلت إلى فرسي وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر ، أقبلت بها حتّى أدخلتها فسطاطاً لأصحابنا بين البيوت وأقبلت أُقاتل معهم راجلاً فقتلت يومئذٍ بين يدي الحسين رجلين وقطعت يد آخر ، وقال لي الحسين يومئذٍ مراراً : لا تشلل ، لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيّك صلىاللهعليهوآله
، فلمّا أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط ثمّ استويت على متنها ثمّ ضربتها حتّى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم فأرجوا لي وأتبعني منهم خمسة عشر رجلاً حتّى انتهيت إلى شفيّة قرية قريبة من الفرات فلمّا لحقوني عطفت عليهم فعرفني كثيّر ابن عبدالله الشعبي وأيّوب من مشرح الخيواني وقبس بن عبدالله الصائدي ، فقالوا :