من أصحاب الحسين عليهالسلام وكذلك ورد ذكره في رجال التفرشي.
وقال المقامقاني : الطرمّاح بن عدي غاية في الجلالة والنبل والشرف ، ويكفيه حواره مع معاوية حيث أظلم الدنيا بعينيه ، ولازم الحسين عليهالسلام حتّى إذا كان يوم العاشر قاتل قتالاً شديداً وجرح جراحات منكرة ، ووقع من على ظهر فرسه وبه رمق فاحتمله قومه وعالجوه حتّى برئ وبقي على ولائه وإخلاصه حتّى فارق الدنيا.
ويظهر من هذه العباراة أنّ الطرمّاح لم يستشهد في معركة الطفّ ولكن هذا معارض بما أورده ابو مخنف في المقتل من أنّ الطرمّاح قُتل في كربلاء (١). يقول : فبرز من بعده الطرمّاح بن عدي رضياللهعنه وأنشأ بهذه الأبيات :
إنّي طرمّاح شديد الضرب |
|
وقد وثقت بالإله الربّ |
إذا انتضيت في الهياج عضبي |
|
يخشى قريني في القتال غلبي |
فدونكم فقد قسست قلبي |
|
على الطفات أو بذاك صلبي |
قال : ثمّ حمل على القوم ولم يزل يقاتل حتّى قتل سبعين فارساً وكبا به جواده فأراده إلى الأرض صريعاً فأحاطت به القوم (كذا) واحتزّوا رأسه (٢).
ونقله في ناسخ التواريخ بالسياق نفسه ص ٢٧٨ ، قال بعد ذكره الرجز : وحمل على القوم كالأسد الجريح الذي تجاوز نفسه أو النمر الذي أُطلق بعد عقال أو
__________________
= بها قرّائه ولكن قاته أنّه تصبّ في صالح بان هند الذي أُعطي الحلم العجيب على هذا الأعرابي والكرم الغريب ، وأُعطي رسول أمير المؤمنين البذائة والجشع لأنّه يذري السباب على معاوية وأصحابه فلا يجيبونه إلّا بأحسن القول ، ويستبطئ الصلة ويستعجلها ، ويستقلّها ويطلب المزيد ، وفي كلّ ذلك ينعم له معاوية ، فمن أين جائه هذا الحلم وهذا الكرم ليت شعري.
(١) وهذا بعكس ما جاء في مقتل أبي مخنف ، راجع ص ٨٨ إلى ص ٩٠ منه.
(٢) أقول : هذا ينافي ما سبق من أنّه لم يدرك القتال في كربلاء.