الرجل قُتل أبوه ، فقلب الميمنة على الميسرة ، وقتل الفرس والفارس حتّى بلغ قتلاه سبعين لعيناً ، وبينما هو في قلب المعركة وقد حمي وطيسها إذ كبى به جواده فأحاط به العدوّ واحتزّوا رأسه رحمة الله عليه.
ويقول اليزدي في « مخزن البكاء » : وتقدّم الطرمّاح إلى ميدان القتال وقاتل قتالاً شديداً إلى أن استشهد.
ويقول في منتهى الآمال : ولمّا بلغ سيّد الشهداء عُذيب الهجانات رأى راكبين أربعاً مُقبلين من ناحية الكوفة على هجنهم ويقودون فرساً لنافع بن هلال ودليلهم الطرمّاح.
ويظهر من هذه الرواية لحوق الطرمّاح بالحسين عليهالسلام في عُذيب الهجانات.
وفي رواية البحار عن مقتل محمّد بن أبي طالب : لمّا ألحّ الحرّ على الحسين بالنزول وضايقه مضايقة شديدة ، أقبل الحسين عليهالسلام على أصحابه وقال : هل فيكم أحد يعرف الطريق على غير الجادّة ؟ فقال الطرّماح : نعم يابن رسول الله ، أنا أخبر الطريق ، فقال الحسين عليهالسلام ... فسار الطرمّاح وأتبعه الحسين عليهالسلام وأصحابه ، وجعل الطرمّاح يرتجز ويقول :
يا ناقتي لا تذعري من زجري |
|
وامضي بنا قبل طلوع الفجر |
بخير فتيان وخير سفر |
|
آل رسول الله آل الفخر |
السادة البيض الوجوه الزُّهْر |
|
الطاعنين بالرماح السُّمر |
الضاربين بالسيوف البتر |
|
حتّى تحلّي بكريم الفخر |
الماجد الجدّ رحيب الصدر |
|
أثابه الله لخير أمر |
عمّره الله بقاء الدهر |
|
يا مالك النفع معاً والضُّرِّ |
أيّد حسيناً سيّدي بالنصر |
|
أيّد حسيناً سيّدي بالنصر |
على الطُّغاة من بقايا الكفر |
|
على اللعينين سليلَي صخر |