يزيد لا زال حليف الخمر |
|
وابن زياد عهر ابن العهر (١) |
وفي ناسخ التواريخ عن أبي مخنف روى أنّ الطرمّاح بن عدي قال : أُصبت بجراح منكرة يوم الطفّ فوقعت بين القتلى ولم يكن أحد يحسبني في الأحياء ، وأُقسم بأنّي لم أقل إلّا الحقّ فرأيت وأنا في حال اليقظة التامّة عشرين راكباً قد أقبلوا وعليهم الثياب البيض وقد سطعت روائح المسك منهم حتّى ملأت المكان ، فقلت : يوشك أن يكون هذا عبيدالله بن زياد قد جاء ليمثّل بجسد الحسين عليهالسلام ، ثمّ رأيت أحدهم قد دنى من جسد الحسين عليهالسلام وترجّل وجلس عند الجسد وكانت الرؤوس ساعتئذٍ تحمل إلى الكوفة.
فأشار هذا الجالس إلى جهة الكوفة وإذا بالرأس الشريف قد التحق بالجسد وراح ذلك الجالس يخاطبه ويقول : يا ولدي ، قتلوك ، أتراهم ما عرفوك ، ومن شرب الماء منعوك ، وما أشدّ جرأتهم على الله (القاهر الغالب) ثمّ رمق الحاضرين معه بنظرة : يا أبي آدم ، ويا أبي إبراهيم ، ويا أبي إسماعيل ، ويا أخويّ موسى وعيسى ، ألا تحزنكم ما فعلته أُمّتي بولدي ، لا أنالهم الله شفاعتي.
قال الطرمّاح : فعلمت أنّه رسول الله (٢).
أقول : وقع الخلاف فيما نحن فيه من عدّة وجوه :
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤٤ ص ٢٧٩.
(٢) أقول : جاء في بحار الأنوار نظير هذا عن هند زوجة يزيد قالت : كنت آخذ مضجعي فرأيت باباً من السماء وقد فتحت ، والملائكة ينزلون كتائب إلى رأس الحسين وهم يقولون : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يابن رسول الله ، فبينما أنا كذلك إذ نظرت إلى سحابة قد نزلت من السماء وفيها رجال كثيرون وفيهم رجل درّيّ اللون قمريّ الوجه فأقبل يسعى حتّى انكبّ على ثنايا الحسين يقبّلهما وهو يقول : يا ولدي قتلوك ، أتراهم ما عرفوك ، ومن شرب الماء منعوك ، يا ولدي أنا جدّك رسول الله ، وهذا أبوك عليّ المرتضى ، وهذا أخوك الحسن .. الخ. (البحار ، ج ٤٥ ص ١٩٤)