فتقدّم حبيب بن مظاهر عليهالسلام إلى عسكر ابن سعد ورفع عقيرته فيهم وصاح بهم : يابن سعد ، أنسيت شرائع الإسلام ؟! هلّا أوقفت الحرب وتركتمونا نصلّي وتصلّون ، ثمّ قاتلونا إن شئتم.
فقال الحصين بن نمير لعنه الله : صلّ يا حسين فإنّ صلاتك لا تقبل ، فأجابه حبيب : لا تقبل صلاة ابن رسول الله وتقبل صلاتك يا حمار ، وأخيراً أجابهم أصحاب الحسين جواباً شديداً بعد هذا الحوار ، نشبت الحرب العوان بينهم واستشهد فيها حبيب بن مظاهر كما سنذكره في موضعه إن شاء الله.
واستعدّ أبو ثَمامة بعد أداء صلاة الخوف لمواجهة الحتوف ، فقال للحسين عليهالسلام : إنّي قد هممت أن ألحق بأصحابي وكرهت أن أتخلّف وأراك وحيداً من أهلك وقتيلاً. فقال الحسين عليهالسلام : تقدّم يا أبا ثَمامة فإنّا لاحقون بك عن ساعة. عند ذلك انحدر أبو ثَمامة عليهم كالسيل المنصبّ من أعلى ووثب عليهم كالنمر الشرس وحمل عليهم ذات اليمين وذات الشمال حتّى خضّب الأرض من دمائهم ، حتّى أُثخن بالجراح وعجز عن القتال ، فقتله ابن عمّه قيس بن عبدالله لعداء كان بينهما.
وقال في نفس المهموم : ثمّ برز أبو ثَمامة الصائدي وقال :
عزاء لآل المصطفى وبناته |
|
على حبس خير الناس سبط محمّد |
عزاءاً لبنت المصطفى وزوجها (١) |
|
خزانة علم الله من بعد أحمد |
وجاء في الزيارة الرجبيّة وزيارة الناحية المقدّسة : « السلام على أبي ثَمامة عمرو بن عبدالله الصائدي ... ».
__________________
(١) هذا الصدر فيه زحاف ، ولو قال : « ثمّ زوجها » لاستقام الوزن. (المترجم)