بذلت أيا عبّاس نفساً نفيسة |
|
لنصر حين عزّ بالنصر من مثل |
أبيت التذاذ الماء قبل التذاذه |
|
فحسن فعال المرء فرع عن الأصل |
فأنت أخو السبطين في يوم مفخر |
|
وفي يوم بذل الماء أنت أبو الفضل |
ألقابه الشريفة :
ذكرنا في تاريخ سامرّاء الجزء الثالث منه فصلاً في ألقاب الإمام عليّ الهادي (النقي) وقلنا : إنّ اللقب تارة يكون سماويّاً مثل بعض ألقاب الأئمّة في خبر « اللوح » ، وتارة يختاره الأبوان لولدهما ، وتارة يكون صاحب اللقب جامعاً للفضائل وحائزاً لمكارم الأخلاق فتشيع له ألقاب على ألسنة الناس. من هذا المنطلق وبما أنّ أبا الفضل عليهالسلام له جميع مكارم الأخلاق ومستجمع لجميع الفضائل التكوينيّة والتشريعيّة كثرت ألقابه ولكن أشهرها هو (قمر بني هاشم) لأنّ ضياء غرّته تضيء حالك كلّ ظلام ، وجمال صورته وكمال هيئته بلغت حدّاً إلى أنّه متى ما ساير ابن أخيه عليّ الأكبر في دروب المدينة خرج العواتق من خدورهنّ وتشوّف الرجال إليهما ليشاهدوا جمال طلعتي هذين الشّابّين ويستبقوا للفوز بذلك.
ولقبه الآخر : (باب الحوائج) لكثرة قضائه الحاجات وظهور الكرامات منه اشتهر بهذا اللقب على ألسنة العامّة والخاصّة وأفواههم :
كالشمس عبّاس يريهم وجهه |
|
والوفد ينظر باسماً محتاجها |
باب الحوائج ما دعته مروعة |
|
في حاجة إلّا ويقضي حاجها |
بأبي أبي الفضل الذي من فضله |
|
السامي تعلّمت الورى محتاجها |
ولقبه الآخر « الشهيد » وذكر في كتب الأنساب كأبي الحسن العمري في كتابه المجدي ، بعد أن ذكر أولاده عليهالسلام يقول : هذا آخر نسب بني العبّاس السقّا الشهيد ابن عليّ بن أبي طالب.