فلمّا سمع ابن زياد ذلك منه غلت الدماء في شرايينه لشدّة غضبه وانتفخت أوداجه ، فقام إليه الشُّرط والجلاوزة والأعوان وحُرّاس ابن زياد ليقبضوا على ابن عفيف فنادى بشعار الأزد فانتدب إليه أشراف من قبيلته من ورائه فخلّصوه من أيديهم وأخرجوه من باب المسجد وأوصلوه إلى منزله فأمر ابن زياد بالقبض عليه قائلاً : أسرعوا إلى هذا الأعمى وأتوني به ، أعمى الله قلبه كما أعمى عينيه ، فقام جلاوزته إليه ، فلمّا سمع الأزد بذلك ثاروا للدفاع عنه ولحق بهم أحلافهم من أهل اليمن ولم تكن بالجلاوزة قوّة على القتال ، ونمى الخبر إلى ابن زياد فطلب محمّداً بن الأشعث وأمّره على جماعة من رجال مضر وأذن له بالحرب والقتال حتّى القبض على ابن العفيف.
__________________
= وقد زالت الأطواد من عظم قتله |
|
وأضحى له * سامي الشناخيب هاويا |
* [ صمّ ].
وقد كسف * شمس الضحى لمصابه |
|
وأضحت له الآفاق جهراً بواكيا |
* (كسفت).
فيا أُمّة ضلّت عن الحقّ والهدى |
|
أنيبوا قال فإنّ الله في الحكم عاليا |
وتوبوا إلى التوّاب من سوء فعلكم |
|
وإن لم تتوبوا تدركون المخازيا |
وكونوا ضراباً بالسيوف وبالقنا |
|
تفوزوا كما فاز الذي كان ساعيا |
وإخواننا كانوا إذا الليل جنّهم |
|
تلوا طوله القرآن ثمّ المثانيا |
أصابهم أهل الشقاوة والغوى |
|
فحتّى متى لا يبعث الجيش عاديا |
عليهم سلام الله ما هبّت الصبا |
|
وما لاح نجم أو تحدّر هاديا |
فلمّا فرغ من شعره أمر (به ابن زياد لعنه الله فضربت) بضرب عنقه فضُربت عنقه وصلب رحمة الله عليه على باب المسجد. (مقتل أبي مخنف ، ص ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١٠٩). (منه رحمهالله) وبين النصّين اختلاف يسير وفرّقنا بين ما انفرد به أبو مخنف بالقوسين والمؤلّف بالمركنتين.
نجات يافت از اين دامگاه رنج و عنا |
|
نزول کرد به گلزار جنّة المأوى |
مباراة الشعر :
نجى من شباكٍ ليس فيه سوى العنا |
|
إلى روضة غنّاء في جنّة المأوى |