عقيل ، وجاء إلى الحسين عليهالسلام وكان الحسين عليهالسلام يحبّه حبّاً جمّاً وله فيه تعلّق خاصّ لأنّه ابن أُخته رقيّة بنت أمير المؤمنين عليهماالسلام ، ومن جهة أُخرى هو صهره على ابنته سكينة (١) وقد ترجمت لها في الجزء الثالث من رياحين الشريعة ، وكان زوجها الآخر هو مصعب بن الزبير ، وأخيراً لمّا طلب الإذن من الإمام عليهالسلام قال له الإمام بناءاً على ما أورده صاحب بحر اللئالي : لم يمض طويل وقت على شهادة مسلم ولم تُمح ذكراه من قلوبنا فكيف آذن لك فخُذ يد أُمّك واخرج من هذه الوقعة المهولة إلى ناحية من النواحي ، فقال : بأبي أنت وأُمّي ، لست ممّن يترك الآخرة الباقية للدنيا الفانية ، فأنا أسألك أن ترضى بروحي لتكون فداءاً لك.
ولمّا كان الحسين هو موئل الفضل والكرم أجاب طلبه فهجم عبدالله بن مسلم عليه كالأسد الغاضب والنمر الواثب ، وهو يرتجز ويقول :
اليوم ألقى مسلماً وهو أبي |
|
وفتية بادوا على دين النبي |
ليسوا بقوم عرفوا بالكذب |
|
لكن خيار وكرام النسب |
|
من هاشم السادات أهل الحسب (٢) |
|
وفي رواية ابن شهر آشوب : قتل في ثلاث حملات ثمانية وتسعين رجلاً (٣) ثمّ قتله عمرو بن صبيح الصائدي أو الصيداوي ، رماه بسهم في جبهته فاتّقاه عبدالله بيده فشكّ السهم يده إلى جبهته فلم يستطع نزعها حتّى طعنه لعين بالرمح في قلبه فخرّ صريعاً من على ظهر فرسه ثمّ أسلم الروح (٤).
__________________
(١) المعروف عند المؤرّخين أنّ زوج سيّدتنا سكينة عليهاالسلام وعبدالله بن الحسن.
(٢) نفس المهموم ، ص ٢٨٦.
(٣) ثمانية وتسعين رجلاً بثلاث حملات ، المناقب ، ج ٤ ص ١١٤.
(٤) هذا ما ذكره المفيد في
الإرشاد ويوسف بن حاتم الفقيه الشامي في الدرّ النظيم والطبري في
=