كتب أبو مخنف أنّ عبدالله عليّاً الزبيدي حدّثني عن زيد بن ورقاء الجهني (١) أنّه كان يقول : لقد رميت فتًى منهم بسهم وإنّه لواضع كفّه على جبهته يتّقى النّبل فأثبت كفّه في جبهته فما استطاع أن يزيل كفّه عن جبهته (فحدّثني أبو عبدالأعلى الزبيدي أنّ ذلك الفتى عبدالله بن مسلم بن عقيل وأنّه قال حيث أثبت كفّه ..) [ فقال ذلك الفتى ] : اللّهمّ إنّهم استقلّونا واستذلّونا ، اللّهمّ فاقتلهم كما قتلونا ، وأذلّهم كما استذلّونا .. ثمّ إنّه رمى الغلام بسهم آخر فقتله فكان يقول : جئته ميّتاً فنزعت سهمي الذي قتلته به من جوفه فلم أزل أنضنض السهم من جبهته حتّى نزعته وبقي النصل في جبهته مثبتاً ما قدرت على نزعه.
قال الزاهي :
أُعاتب عيني إذا قصّرت |
|
وأفني دموعي إذ ما جرت |
لذكراكم يا بني المصطفى |
|
دموعي على الخدّ إذ سطّرت |
لكم وعليكم جفت غمضها |
|
جفوني عن النوم واستسهرت |
أمثل أجسادكم بالعراق |
|
وفيها الأسنّة قد كسّرت |
أمثلكم في عراص الطفوف |
|
بدور تكسف إذا أقمرت |
غدت أرض يثرب من جمعكم |
|
كخطّ الصحيفة إذ أقفرت |
__________________
= تاريخه والمجلسي في البحار عن محمّد بن أبي طالب ، والقمّي في نفس المهموم والسماوي في إبصار العين.
(١) أنا أنقل لك ما عثرت عليه عند أبي مخنف : وبعث المختار أيضاً عبدالله الشاكري إلى رجل من جنب يقال له زيد بن رقاد ، كان يقول : لقد رميت فتًى منهم بسهم وإنّه لواضع كفّه على جبهته يتّقي النبل فأثبت كفّه في جبهته فما استطاع أن يزيل كفّه عن جبهته. قال أبو مخنف : فحدّثني أبو الأعلى الزبيدي أنّ ذلك الفتى عبدالله بن مسلم بن عقيل وأنّه قال حين أثبت كفّه في جبهته : اللّهم ... الخ ، أبو مخنف ، مقتل الحسين ، ص ٣٧٩. ولك أن تقارن بين النصّين لتقف على الفارق بين المتن والسند الذي ساقه المؤلّف والذي ساقه أبو مخنف.