وحقّ للأرواح أن ينوحوا |
|
فإنّه لكلّ روح روح |
وحقّ للنفوس والعقول |
|
أن يصرخوا لمهجة الرسول |
الخمسة من أصحاب العبا
وناحت الخمسة من آل العبا |
|
على وحيد لدهر أُمّاً وأبا |
لقد بكاه البلد الحرام |
|
والبيت والمشاعر العظام |
ناحت عليه الحور في القصور |
|
لعظم رزء نحره المنحور |
بؤساً ليوم نحره ما أفجعه |
|
يوم به تذهل كلّ مرضعه |
أذهل أُمّ الطفل هول منظره |
|
عمّا أُصيب طفلها في منحره |
فيا له من منظر مهول |
|
يذهب بالألباب والعقول |
لهفي لها إذ تندب الرضيعا |
|
ندباً يحاكي قلبها الوجيعا |
تقول يا بنيّ يا مؤمّلي |
|
يا منتهى قصدي وأقصى أملي |
جفّ الرضاع حين عزّ الماء |
|
أصبحت لا ماء ولا غذاء |
فساقك الظما إلى ورد الردى |
|
كأنّما ريّك في سهم العدى |
رجوت أن تكون لي نعم الخلف |
|
وسلوة لي عن مصابي السلف |
وما جرى في خَلَدي أن القضا |
|
يجري على أحرّ من جمر القضا |
حتّى رأيت القدر المقدورا |
|
حتّى رأيت نحرك المنحورا |
ما خِلْتُ أنّ السهم للفطام |
|
حيث أرتني جهرةً أيّامي |
فليتني دونك كنت غرضا |
|
للنبل لكن من لمحتوم القضا .. (١) |
__________________
(١) الأنوار القدسيّة ، ص ١٥١ إلى آخره ، تحقيق علي النهاوندي ، ط مؤسسة المعارف الإسلاميّة ـ قم ـ ايران ١٤١٥ ـ أُولى.