وعروة هذا أحد الرجلين العظيمين في قوله تعالى حكاية عن كفّار قريش : ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) (١) وهما عروة بن مسعود الثقفي والوليد بن المغيرة لأنّهما أثرى الناس في هاتين القريتين (الطائف ومكّة) وهو الذي أرسلته قريش للنبيّ صلىاللهعليهوآله يوم الحديبيّة فعقد معه الصلح وهو كافر ثمّ أسلم سنة تسع من الهجرة بعد رجوع المصطفى من الطائف واستأذن النبيّ صلىاللهعليهوآله في الرجوع لأهله فرجع ودعا قومه إلى الإسلام فرماه واحد منهم بسهم وهو يؤذّن للصلاة فمات ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا بلغه ذلك : مَثَل عروة مثل صاحب « يس » دعى قومه إلى الله فقتلوه. كذا في شرح الشمائل المحمّديّة في شرح قوله صلىاللهعليهوآله : « ورأيت عيسى بن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود » (٢).
أمّا حضور ليلى في كربلاء أو كونها ما تزال على قيد الحياة عند وقوع المأساة ولو في المدينة فإنّه لم يعرض لي وما رووه من أمر الحسين إيّاها بالدعاء لولدها في كربلاء فقد أنكره النوري وقال : لا أصل له ، وهذه نسبة كاذبة ، فإنّ كثيراً من المؤرّخين نصّوا على وفاتها قبل واقعة كربلاء ، ولم يعرف مقدار عمرها ، والله العالم.
وأمّا مقدار عمره :
وقع الخلاف بين عليّ الأكبر وزين العابدين عليهماالسلام من الأكبر منهما ، وفي عمر
__________________
(١) الزخرف : ٣١.
(٢) نفس المهموم ، ص ٢٧٨ و ٢٧٩ ونقلنا هنا عبارة نفس المهموم لأنّ المؤلّف أخذها وأعاد صياغتها بالترجمة.