وفي البحار نقلاً عن كتاب مقتل محمّد بن أبي طالب بن أحمد الحسيني الحائري : وقال محمّد بن أبي طالب : وركب عمر بن سعد فقرّب إلى الحسين عليهالسلام فرسه فاستوى عليه وتقدّم نحو القوم في نفر من أصحابه وبين يديه برير بن خضير ، فقال له الحسين عليهالسلام : كلّم القوم ، فتقدّم برير فقال : يا قوم ، اتّقوا الله فإنّ ثقل محمّد قد أصبح بين أظهركم ، هؤلاء ذرّيّته وعترته وبناته وحرمه فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم ؟ (١)
فقالوا : نريد أن نمكّن منهم الأمير ابن زياد فيرى رأيه فيهم.
فقال لهم برير : أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاؤوا منه ؟ ويلكم يا أهل الكوفة ! أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها ؟! يا ويلكم ! أدعوتم أهل بيت نبيّكم وزعمتم أنّكم تقتلون أنفسكم دونهم حتّى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد وحلأتموهم عن ماء الفرات ، بئس ما خلّفتم نبيّكم في ذرّيّته ، ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة فبئس القوم أنتم.
فقال له نفر منهم : يا هذا ، ما ندري ما تقول ؟!
فقال برير : الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة ، اللهمّ إنّي أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم ، اللهمّ الق بأسم بينهم حتّى يلقوك وأنت عليهم غضبان.
فجعل القوم يرمونه بالسهام ، فرجع برير إلى ورائه .. (٢).
__________________
(١) وعند المؤلّف زيادة على ما في البحار ، فبعد قوله « بين أظهركم » ، قال : يا معشر الناس ، إنّ الله عزّ وجلّ بعث محمّداً بالحقّ بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً .. الخ. واعلم بأنّ المؤلّف اتخذ طريقة خاصّة في نقل النصّ العربي يختلف بها عن إخوانه الفضلاء حيث لم يمزجه بالمتن وإنّما جعله في الهامش واقتصر في المتن على ترجمته ، لذلك رأيت أن أضعه موضعه من المتن لا الهامش. (المترجم)
(٢) بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٥.